- وصل بوست – محمد فوزي
أعلنت السفارة الروسية في السودان، اليوم الاثنين، أنها تحقق في تقارير تتعلق بإسقاط طائرة شحن في غرب السودان، يُعتقد أن على متنها أفراد من الطاقم الروسي. الحادث وقع في إقليم دارفور، الذي يمزقه الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتعمل السفارة الروسية بالتنسيق مع السلطات السودانية لجمع المزيد من المعلومات حول مصير الركاب وتفاصيل الحادث.
وفقًا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس، فإن قوات الدعم السريع أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة في المناطق النائية من دارفور. وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت عبر الهواتف المحمولة حطام الطائرة مع مقاتلين يعرضون وثائق هوية يُزعم أنها انتُشلت من الحطام. الحادث يضيف بُعداً خطيراً للتوترات المتزايدة في هذا الإقليم.
صراع مستمر ومعاناة إنسانية
قوات الدعم السريع، التي سيطرت على أجزاء كبيرة من السودان، متورطة في صراع طويل الأمد مع الجيش السوداني، وهو نزاع تصفه الأمم المتحدة بأنه أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تسببت المواجهات في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، ودمرت أجزاء واسعة من البلاد، مما دفعها إلى شفا المجاعة.
اندلع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع نتيجة خلافات حول أدوار كل منهما في المرحلة الانتقالية نحو الحكم المدني، وهي مرحلة كانت تحظى بدعم دولي. الطرفان تشاركا السلطة في البلاد عقب انقلاب عسكري عام 2021، بعد الإطاحة بعمر البشير عام 2019 إثر انتفاضة شعبية.
تدخلات خارجية وأبعاد إقليمية
لم يقتصر الصراع على الأطراف المحلية، بل جذب قوى خارجية زودت كلا الجانبين بالدعم المادي، مما زاد من تعقيد الأوضاع وأطال أمد الحرب. الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا في ظل عدم وجود حلول سياسية في الأفق، بينما تستمر الأطراف المتحاربة في التنازع على السلطة، ما يدفع السودان إلى مزيد من الفوضى والمعاناة.
الحادثة الأخيرة بإسقاط الطائرة تبرز مدى خطورة الوضع في السودان، حيث لم تعد المواجهات محصورة بين الأطراف المحلية فقط، بل أصبحت تهدد سلامة الجنسيات الأجنبية وتزيد من التوترات الدولية.
المصدر: وكالات