- وصل بوست – محمد فوزي
تستضيف مدينة قازان الروسية اليوم قمة بريكس، وسط تطلعات لتوسيع نفوذ المجموعة الاقتصادية التي تسعى للحد من الهيمنة الأميركية، خاصة في ظل انضمام ثلاث دول عربية جديدة، وهي السعودية ومصر والإمارات، إلى جانب إيران وإثيوبيا. هذا الانضمام يرفع عدد الدول الأعضاء من 5 إلى 10، مما يعزز مكانة التكتل على الساحة الدولية.
تتناول القمة، التي تستمر حتى 24 أكتوبر/تشرين الأول، قضايا حيوية مثل الأمن الغذائي والطاقة، مع التركيز على الشرق الأوسط. ويأتي الاجتماع تحت شعار “بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل”، ويشارك فيه 36 دولة، منها 22 على مستوى القادة، بالإضافة إلى 6 منظمات دولية. تسعى هذه الدول للتفاعل فيما بينها لمواجهة الأزمات العالمية الملحة، وتحسين العلاقات الدولية وتعزيز التنمية المستدامة.
من أبرز النقاط التي تتصدر جدول الأعمال هي الجهود المبذولة للتخلص من هيمنة الدولار في التعاملات بين دول المجموعة. هذا التوجه يأتي كرد فعل على العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، والتي تشمل سيطرة الولايات المتحدة على أنظمة الدفع العالمية وتحويل الأموال، مستغلة مكانة الدولار في التجارة العالمية واحتياطيات النقد الأجنبي.
في هذا السياق، يشير الخبراء إلى أن التحول إلى آليات دفع جديدة بين الدول ليس بالأمر السهل، ولكنه سيكون تدريجيًا. وتعمل الصين وروسيا بالفعل على تقليل اعتمادهما على الدولار، في محاولة للحد من النفوذ الأميركي. كما أظهرت التجارب الحديثة، مثل المدفوعات بالعملات المحلية بين الإمارات والهند وروسيا والصين، أن هناك مسارًا واضحًا نحو التخلص من الدولار، خاصة في قطاع الطاقة.
وتشير التقارير إلى أن هناك خططًا لبناء نظام مدفوعات جديد تحت مسمى “جسر بريكس”، والذي سيسمح بإجراء تسويات مالية عبر الحدود باستخدام منصات رقمية تديرها البنوك المركزية للدول الأعضاء. هذه الخطوة قد تسهم في تقليل تكلفة وسرعة المعاملات المالية، مما يجذب الاقتصادات الناشئة للاستفادة منها.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخلال لقاء مع رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لبريكس، ديلما روسيف، وصف البنك بالمؤسسة المالية الواعدة، مشيرًا إلى أن البنك موّل مشاريع بقيمة 33 مليار دولار منذ عام 2018، مما يعزز من دور بريكس كقوة اقتصادية بديلة على الساحة الدولية.
في ظل هذه التحركات، يبدو أن دول بريكس تتجه نحو نظام اقتصادي جديد يسعى إلى تقليص الهيمنة الأميركية وبناء علاقات اقتصادية أقوى بين دول الجنوب العالمي.
المصدر: وكالات