- وصل بوست – محمد فوزي
وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادًا شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي المتهم دوليا بارتكابه جرائم حرب ، بنيامين نتنياهو بعد وصفه الحرب على غزة ولبنان بأنها “حرب الحضارة ضد الهمجية”. ففي كلمته خلال افتتاح مؤتمر دولي لدعم لبنان وسيادته بباريس، أعرب ماكرون عن رفضه لهذا المفهوم، مؤكدًا أن “الدفاع عن الحضارة لا يتم بزرع الهمجية”.
الخلاف بين الزعيمين يتصاعد منذ دعوة ماكرون إلى وقف تزويد إسرائيل بالسلاح. وفي خطاب نتنياهو أمام الإعلام الفرنسي، برر موقفه قائلاً إن “إسرائيل لا تحارب من أجل نفسها فقط، بل من أجل العالم المتحضر بأسره”، مشيرًا إلى أن محاربة “الهمجية” مسؤولية مشتركة، واصفًا دعوات حظر الأسلحة بـ”المخزية”.
وفي موقف متناقض، أعلنت الرئاسة الفرنسية استمرار تزويد إسرائيل بقطع دفاعية. ويأتي هذا التوتر وسط توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، التي طالت بيروت ومناطق الجنوب، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن الاستقرار الإقليمي وتعقيدات الدعم الدولي للبنان.
المؤتمر الدولي الذي استضافته باريس يهدف إلى تقديم الدعم للبنان المتضرر من العدوان الإسرائيلي المستمر منذ سبتمبر، وسط نداءات دولية لوقف التصعيد وتحقيق السلام.
ماكرون حرص على توضيح موقفه من تصعيد نتنياهو، مشيرًا إلى أن مفهوم “الحرب من أجل الحضارة” لا يمكن أن يُبرر انتهاكات تطال المدنيين وتدمر البنية التحتية في غزة ولبنان. وأضاف أن تعزيز الاستقرار في المنطقة يجب أن يستند إلى احترام حقوق الإنسان والقيم الإنسانية، بدلًا من تبرير العنف تحت شعار الدفاع عن الحضارة. مواقفه أثارت ردود فعل واسعة بين حلفاء إسرائيل، حيث يرى ماكرون أن أوروبا لا يمكنها دعم الصراع من دون النظر إلى عواقبه الإنسانية والسياسية.
وفي هذا السياق، جاء انعقاد المؤتمر الدولي لدعم لبنان كخطوة من باريس لتأكيد وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني وسط التحديات الراهنة. المؤتمر الذي ضم ممثلين عن العديد من الدول والمؤسسات، يهدف إلى توفير الدعم المالي للبنان، لكن أيضًا يبعث برسالة إلى إسرائيل بضرورة التهدئة واحترام السيادة اللبنانية.
المصدر: وكالات