- وصل بوست – محمد فوزي
يبدو أن إيلون ماسك، مؤسس “تسلا” و”سبيس إكس”، عازم على دعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في حملته للعودة إلى البيت الأبيض، حيث تبرع ماسك بملايين الدولارات عبر لجنة سياسية مؤيدة لترامب. ووفقًا لـ”نيويورك تايمز”، فإن ماسك قد تجاوز الكثير من المانحين ليصبح ثاني أكبر داعم فردي لترامب، بعد تيموثي ميلون، الذي قدّم 150 مليون دولار. وقد تركزت جهود ماسك على الولايات المتأرجحة، حيث صرح بأنه قد يتجول من بيت إلى بيت في ولاية بنسلفانيا لحثّ الناخبين على التصويت لصالح ترامب.
لكن السؤال المحوري هنا هو: لماذا يقدم ماسك هذا الدعم المالي الضخم لترامب، رغم أنه لم يكن جمهورياً في السابق؟ فقد دعم ماسك مرشحين ديمقراطيين بارزين كأوباما وهيلاري كلينتون، وصوّت لجو بايدن في انتخابات 2020، بل وصف ترامب بأنه “خاسر تماماً” في تصريحات سابقة.
ما وراء التحول الدراماتيكي في توجهات ماسك؟
يرتبط هذا التحول بعدة أسباب اقتصادية وشخصية، فترامب قدّم ماسك كـ”قائد صناعي فريد”، وطرح فكرة تعيينه وزيراً لخفض التكاليف، وهو ما يعني إعفاءات ضريبية ضخمة قد تبلغ عشرات المليارات. ووفقاً لـ”رولينغ ستون”، فإن قوانين الضرائب يمكن أن تتيح لماسك تأجيل ضرائب مكاسب رأس المال في حال توليه منصب حكومي، ما يعني تحقيق أرباح ضخمة على المدى الطويل.
كما أن ماسك، الذي لطالما سعى لتقليل تدخلات الدولة التنظيمية، يرى في إدارة ترامب فرصة لتحقيق طموحاته في مجال الفضاء، بما يشمل تحويل البشرية إلى “حضارة متعددة الكواكب”. وقد أبدى ماسك مراراً استياءه من التعقيدات البيروقراطية التي واجهتها “سبيس إكس”، معتبراً أن دعم ترامب يمثّل دعماً لمستقبل أميركا في الفضاء.
بين السياسة والطموحات الفضائية
يسعى ماسك، المعروف بميوله نحو الابتكار، إلى تخفيف القيود التنظيمية التي تعرقل تطلعاته، حيث صرّح بأن “التصويت لترامب يعني التصويت للمريخ”. وتأتي هذه التصريحات في إطار سعي ماسك لتسريع مشاريعه الفضائية، متطلعاً لأن تصبح أميركا أول من يؤسس لحضارة في الكواكب الأخرى، وهو هدف يراه قابلًا للتحقيق مع تخفيضات ضريبية وضمانات حكومية تُقربه من هذا الحلم.
هكذا، يرتبط دعم ماسك لترامب بتقاطع طموحاته الشخصية مع التسهيلات الحكومية المحتملة، حيث يمزج بين المكاسب المالية الكبرى وحلمه الطموح باستكشاف الفضاء.
المصدر: وكالات