وصل بوست – محمد فوزي
شهدت العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين تغيرات ملحوظة خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2020)، حيث اتجهت نحو سياسة تجارية حمائية صارمة، تجسدت في فرض رسوم جمركية عالية على السلع الصينية، ما تسبب في اندلاع حرب تجارية بين البلدين. تشير الإحصائيات إلى انخفاض الواردات الأميركية من الصين من 505 مليارات دولار عام 2017 إلى 432 مليار دولار بحلول نهاية 2020، بينما تقلص الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة من 375 مليار دولار إلى 307 مليارات.
ورغم أن البعض يربط هذا التراجع بتداعيات جائحة كورونا، إلا أن البيانات من عام 2019 تؤكد أن الواردات الأميركية من الصين كانت تتراجع بالفعل، متأثرةً بسياسات ترامب الجمركية. وقد استمرت هذه السياسات إلى حد كبير في عهد الرئيس جو بايدن، حيث انخفضت الواردات الأميركية من الصين عام 2023 إلى 423 مليار دولار، مع هبوط الفائض التجاري الصيني إلى 279 مليارًا، مما يوضح أن هذه الإجراءات أصبحت توجهاً أميركياً مستقراً يتجاوز السياسات الفردية.
حظر التكنلوجيا المتقدمة عن الصين
لم تقتصر سياسات بايدن على الرسوم الجمركية فقط، بل امتدت لتشمل حظر التكنولوجيا المتقدمة، ما يمثل تهديدًا جديدًا للصين، خصوصًا بعد انضمام دول أخرى مثل الاتحاد الأوروبي واليابان إلى هذه الجهود. وتزامن هذا مع تزايد التوترات الدبلوماسية بعد دعوات أوروبية لتقييد تصدير الأسلحة لإسرائيل، مما يعزز الضغوط الاقتصادية الدولية المتصاعدة.
في سبتمبر الماضي، أعلن ترامب خلال حملته الانتخابية عن نيته في فرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 100% على الدول التي تتجه للتخلي عن الدولار في تعاملاتها، ما يزيد من المخاوف بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين. ويرى مراقبون أن تنفيذ هذه السياسات قد يحقق مكاسب محلية عبر تحفيز الصناعة الأميركية وزيادة فرص العمل، إلا أن ذلك قد يشكل تحديات أكبر تتطلب البحث عن مصادر بديلة للواردات الأميركية.
على الجانب الصيني، يُتوقع أن تؤدي هذه السياسات الحمائية إلى إبطاء حركة التجارة الخارجية، مما يفاقم التحديات الاقتصادية المحلية، خاصة مع مشاكل مديونية الشركات وتباطؤ النمو. وبالنظر إلى أن 12.6% من صادرات الصين تتوجه للولايات المتحدة، فإن هذا التراجع قد يعمق التأثيرات السلبية على الاقتصاد الصيني.
ومن جانب آخر، يلوح الاتحاد الأوروبي كحليفٍ محتمل للصين في مواجهة السياسات التجارية الأميركية المتشددة. إن تقليص واشنطن لتجارتها السلعية قد يدفع بكين والاتحاد الأوروبي إلى إعادة إحياء اتفاقيات التجارة والتعاون التكنولوجي.
المصدر: وكالات