وصل بوست – محمد فوزي
في خطوة تعكس توجهاً جديداً لتعزيز التعاون المالي بين إيران وروسيا، أعلنت طهران مؤخراً عن ربط شبكة الدفع الروسية “مير” بنظيرتها الإيرانية “شتاب”، في احتفال حضره محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين وعدد من المسؤولين المصرفيين. هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مواجهة العقوبات الاقتصادية الغربية التي تعيق التعاملات المالية بين البلدين.
الربط بين شبكتي “مير” و”شتاب” يسمح للإيرانيين باستخدام بطاقاتهم المصرفية داخل روسيا لسحب الأموال بعملة الروبل مباشرة من أجهزة الصراف الآلي، مما يلغي الحاجة لتبادل العملات أو الاعتماد على وسائل دفع خارجية. المشروع يتم تنفيذه على ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: تتيح للإيرانيين في روسيا سحب الأموال بالروبل.
- المرحلة الثانية: تمكّن الروس في إيران من سحب الأموال بالريال أو الروبل.
- المرحلة الثالثة: تسهّل عمليات الدفع المباشر لحاملي بطاقات “شتاب” في المحال التجارية الروسية.
تسهيل التجارة والسياحة
هذه الخطوة هي الأولى من نوعها لربط النظام المالي الإيراني بنظام أجنبي، وتأتي في وقت تواجه فيه الدولتان عقوبات غربية واسعة النطاق. من المتوقع أن يسهم هذا الربط في تعزيز التبادل التجاري والسياحي بين البلدين، حيث استقبلت إيران أكثر من 60 ألف سائح روسي عام 2023، فيما بلغت نسبة الواردات من روسيا 2.42% من إجمالي الواردات الإيرانية.
الأبعاد الاقتصادية والتحديات
رغم أهمية هذه الخطوة، يرى خبراء اقتصاد أن تأثيرها سيكون محدوداً بسبب العقوبات التي تعزل البلدين عن النظام المالي العالمي. أستاذ الاقتصاد آيزاك سعيديان أوضح أن الربط يسهل التجارة بين الدولتين، لكنه لا يعالج التحديات الأوسع مثل الحاجة إلى انفتاح على أسواق عالمية متعددة.
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي بيمان مولوي أن الخطوة تمثل بداية جيدة لكنها غير كافية لتلبية احتياجات إيران الاقتصادية المتزايدة في ظل عزلتها الدولية. ويؤكد أن الحل يكمن في ربط النظام المصرفي الإيراني بشبكات دولية أوسع، مما يساعد على تقليل الاعتماد على العملات الغربية وتعزيز الاستقلال المالي.
خطوة نحو كسر الهيمنة
رغم التحديات، يعكس هذا التعاون رغبة البلدين في التحرر من الهيمنة المالية الغربية وتعزيز سيادتهما الاقتصادية، وهو ما قد يشكل بداية لتحولات أوسع في العلاقات المالية الدولية.
المصدر: الجزيرة نت