وصل بوست – محمد فوزي
دعا وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، إثيوبيا إلى تبني نهج الحوار لحل أزمة سد النهضة المستمرة مع كل من السودان ومصر، محذراً من سياسات “الإقصاء ولي الذراع” التي قد تؤدي إلى تفاقم الصراع في المنطقة.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، شدد يوسف على ضرورة التمسك بالمبادئ القانونية والاتفاقيات الملزمة، قائلاً: “خيارنا الوحيد هو الحوار لتعظيم القواسم المشتركة وتحقيق التكامل الإقليمي”. وأضاف أن غياب الحوار سيؤدي إلى “الاستقطاب والصراع المهدد للاستقرار، وهو ما ترفضه شعوبنا”.
وأكد الوزير على الروابط العميقة التي تجمع الشعبين السوداني والإثيوبي، من صلات ثقافية ومصالح مشتركة، مشيراً إلى أن المشاريع على نهر النيل يجب أن تكون أداة للتكامل لا الصراع.
تأتي هذه التصريحات في سياق توتر متزايد بين السودان وإثيوبيا، بعد أن استدعت الخارجية الإثيوبية السفير السوداني في أديس أبابا احتجاجاً على تصريحات يوسف التي أكد فيها دعم بلاده الكامل لمصر، واعتبر فيها الحرب مع إثيوبيا خياراً مطروحاً إذا رفضت الأخيرة الحوار.
وتتطابق مواقف مصر والسودان بشأن سد النهضة، إذ يعتبر البلدان المشروع الذي بدأته إثيوبيا عام 2011 على النيل الأزرق تهديداً خطيراً لأمنهما المائي. ورغم سنوات من المفاوضات، لم يتم التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، حيث ترى إثيوبيا أن الأمر متعلق بسيادتها، بينما تؤكد القاهرة والخرطوم أن أي مساس بحصصهما المائية غير مقبول.
هذا التوتر المستمر يعكس التحديات العميقة التي تواجه دول حوض النيل في تحقيق إدارة عادلة ومستدامة لمواردها المائية. ومع تصاعد الخلافات، يبقى الحوار الدبلوماسي هو الخيار الأوحد لتجنب انزلاق المنطقة نحو صراع مفتوح قد يهدد أمنها واستقرارها. فالحلول التوافقية التي تراعي مصالح جميع الأطراف يمكن أن تحول سد النهضة من نقطة خلاف إلى مشروع إقليمي للتنمية المشتركة، يساهم في تعزيز التكامل الاقتصادي وتحقيق الاستقرار لشعوب المنطقة.
المصدر: وكالات