تواجه إسرائيل أزمة تجارية خانقة نتيجة تعليق رحلات الطيران الدولية إلى تل أبيب منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفقًا لتقرير وكالة بلومبيرغ، باتت عشرات المدن الكبرى، مثل واشنطن وهونغ كونغ ونيودلهي، خارج نطاق الطيران الإسرائيلي، ما تسبب في تقييد الاجتماعات التجارية وتراجع حركة الشحن الجوي للبضائع، مما أضاف أعباء على الاقتصاد الإسرائيلي.
من بين 20 شركة طيران دولية كانت تسيطر على السوق الإسرائيلية قبل الحرب، توقفت معظمها عن العمل، مما أدى إلى انخفاض حركة الركاب والطائرات من وإلى مطار بن غوريون بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي. ترافقت هذه الأزمة مع ارتفاع مذهل في أسعار تذاكر الطيران بنسبة تراوحت بين 50% و400%، في حين تضاعفت تكاليف الشحن الجوي بأكثر من 250%، ما فاقم التضخم ورفع كلفة المعيشة في إسرائيل.
“العال” الإسرائيلية: المستفيد الأكبر
وسط هذه الفوضى، ظهرت شركة “العال” الإسرائيلية كأكبر المستفيدين من الأزمة، إذ سيطرت على 46% من إجمالي الرحلات في السوق. وحققت الشركة أرباحًا صافية بلغت 228 مليون دولار في النصف الأول من عام 2024، بزيادة 8 أضعاف عن العام السابق. لكن هذه الأرباح جاءت على حساب المستهلكين، الذين اضطروا لدفع أسعار مرتفعة نتيجة غياب البدائل.
شركات الطيران العالمية الكبرى، بما في ذلك الخطوط الجوية التركية، كيه إل إم الهولندية، وإيزي جيت البريطانية، أوقفت رحلاتها إلى إسرائيل حتى تواريخ تمتد إلى مارس/آذار 2025. وشطبت شركات مثل أميركان إيرلاينز وريان إير إسرائيل من أنظمة الحجز الإلكتروني حتى صيف 2025، مما يعكس استمرار العزلة.
العزلة التجارية الناتجة عن توقف حركة الطيران الدولي تضيف ضغطًا هائلًا على الاقتصاد الإسرائيلي. مع استمرار تعليق الرحلات وارتفاع التكاليف، تظل آفاق التعافي غامضة، بينما تواجه إسرائيل تحديًا مزدوجًا يتمثل في العزلة الاقتصادية وتداعيات الحرب.