رغم التحديات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أثارت تأثيرًا غير متوقع، إذ يشير خبراء الاقتصاد إلى أن صادرات الصين قد تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا هذا العام، مدفوعة بتدفق الطلبات الخارجية.
وفقًا لتقديرات استطلعتها وكالة بلومبيرغ، يُتوقع أن ترتفع صادرات الصين بنسبة 7% في الربع الأخير من العام، مقارنة بـ5% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. هذا النمو الملحوظ قد يدفع إجمالي الصادرات الصينية لعام 2024 إلى 3.55 تريليون دولار، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في 2022.
الخبيرة الاقتصادية إيريكا تاي تشير إلى أن “تخزين البضائع المدفوع بالذعر من قبل الشركات الأجنبية” هو أحد المحركات الرئيسية لهذه القفزة. وتضيف أن تهديدات الحرب التجارية تدفع الصين للاعتماد أكثر على سياسات التحفيز الاقتصادي الموجهة نحو تعزيز الاستهلاك المحلي.
الربع الحالي شهد بالفعل أسرع نمو للصادرات منذ منتصف 2022، ما يضع الصين على مسار تحقيق فائض تجاري قد يصل إلى تريليون دولار. ورغم هذا الإنجاز، تواجه بكين تحديات متزايدة في ظل ضعف الطلب المحلي، وهو ما دفعها لضخ المزيد من التحفيز في الاقتصاد.
تهديدات ترامب السابقة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على السلع الصينية، واستمرار الرسوم المفروضة خلال ولايته الأولى، ألقت بظلالها على العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. لكن الصين استطاعت التكيف مع هذه الضغوط، محققة نموًا اقتصاديًا متوقعًا بنسبة 4.9% في الربع الأخير من العام.
وفي المقابل، توقفت واردات الصين، مما أثار مخاوف الدول الأخرى من تدفق السلع الصينية الأرخص إلى أسواقها. كما تتوقع بلومبيرغ أن يستمر البنك المركزي الصيني في تقديم تسهيلات للبنوك لدعم الإقراض وتحفيز النمو، مع خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي مرة أخرى.
رغم تهديدات الحمائية المتزايدة، يبدو أن الصين تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مكاسب قياسية في صادراتها، مستفيدة من تناقضات النظام التجاري العالمي وتحولات السياسة الأمريكية.