كشف وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام عن تقديرات صادمة للخسائر التي تكبدها لبنان جراء العدوان الإسرائيلي، حيث تراوحت بين 15 و20 مليار دولار، وفقًا لتقديرات أولية. وأوضح سلام أن هذه الأرقام قد ترتفع بعد استكمال المسوح الميدانية في المناطق الأكثر تضررًا مثل الجنوب والبقاع وبيروت وضاحيتها الجنوبية.
بدأت الخسائر في التصاعد منذ بدء القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023، والذي تطور إلى حرب شاملة خلال الشهرين الأخيرين. وأشار سلام إلى أن الدمار طال القطاعات الأساسية، مثل السياحة والزراعة، ما أدى إلى تعطيل النشاط الاقتصادي اليومي بخسائر تقدر بمئات الملايين.
وأسفر العدوان عن مقتل 3961 شخصًا وإصابة أكثر من 16 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون لبناني، وتدمير واسع للبنية التحتية والمؤسسات التجارية، ما تسبب في فقدان نصف مليون مواطن وظائفهم.
حول جهود إعادة الإعمار، أكد الوزير أن لبنان يحتاج إلى دعم دولي ضخم لإعادة بناء المناطق المتضررة، مقدرًا التكلفة الأولية بين 15 و20 مليار دولار. وأضاف أن البلاد بحاجة إلى حوالي 5 مليارات دولار كمرحلة أولى لتأمين احتياجات الطوارئ، مثل دعم الجيش وعودة النازحين، مع بدء تنفيذ خطط إعادة الإعمار بحلول الربع الأول من 2025.
ومع ذلك، أشار سلام إلى أن تحقيق هذا الدعم الدولي مشروط بانتخاب رئيس جديد واستعادة انتظام عمل المؤسسات، مؤكدًا أن هذا الشرط أساسي لتعزيز الثقة الدولية بلبنان.
حذر الوزير من مخاطر التصعيد في الأشهر المقبلة، مشيرًا إلى أن استقرار لبنان يعتمد على تجنب أي خطوات استفزازية مع إسرائيل حتى يتم التوصل إلى اتفاق إقليمي شامل.
وفي ختام حديثه، شدد سلام على أهمية الشراكة مع تركيا ودورها الحيوي في دعم الاقتصاد اللبناني، معربًا عن أمله في تحقيق تعاون يعيد للبنان مكانته الرائدة.