في تصاعد جديد للتوترات بين روسيا وأوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمره الصحفي السنوي، أن بلاده تسعى لتحقيق سلام دائم مع أوكرانيا، وليس مجرد هدنة مؤقتة. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار لفترة طويلة قد يمنح أوكرانيا فرصة لتعزيز قواتها وإدخال تعزيزات وذخيرة.
بوتين أعرب عن اعتقاده بأن روسيا كان ينبغي أن تبدأ هجومها على أوكرانيا في وقت أبكر وباستعدادات أفضل، مؤكدًا أن بلاده “تعرّضت للخداع” واضطرت لاتخاذ هذه الخطوة. وأضاف: “إذا كان من الممكن العودة إلى الوراء مع إدراك ما يحدث اليوم، لكنتُ فكّرت في قرار إطلاق العملية الخاصة في وقت أبكر”.
في سياق متصل، أعلن بوتين استعداد روسيا لإطلاق المزيد من صواريخ “أوريشنيك” على مواقع تشمل “مراكز صنع القرار” في كييف، إذا استمرت أوكرانيا في استخدام الأسلحة الأمريكية والبريطانية لضرب الأراضي الروسية. ووصف الصاروخ الروسي الجديد بأنه سلاح لا يقهر، مقترحًا “مبارزة عالية التقنية” تطلق فيها روسيا صواريخ “أوريشنيك” على أوكرانيا، بينما تحاول كييف إسقاطها بأنظمة دفاعية مضادة للصواريخ زودها بها الغرب.
زيلينسكي يرد على بوتين
من جانبه، سخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من تصريحات بوتين، متسائلًا: “هل تعتقدون أنه شخص عاقل؟”. وفي خطاب آخر أمام المجلس الأوروبي، دعا زيلينسكي الحلفاء الأوروبيين إلى تنسيق الجهود لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا، محذرًا من أن وقف الأعمال القتالية الذي يسعى له بوتين قد يكون محاولة لكسب الوقت.
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها على قريتي زيلينيفكا ونوفي كومار في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، حيث أحرزت تقدمًا خلال الأشهر الأخيرة. كما أفادت الوزارة بأن أوكرانيا أطلقت ستة صواريخ أمريكية بعيدة المدى من طراز “أتاكمز” وأربعة صواريخ بريطانية من طراز “ستورم شادو” على منطقة روستوف الروسية، مؤكدة أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت جميع صواريخ “أتاكمز” وثلاثة من صواريخ “ستورم شادو”، وأن روسيا سترد على هذه الهجمات.
في تطور آخر، أشارت الشرطة الأوكرانية إلى أن هجومًا صاروخيًا روسيًا أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، مع تضرر أكثر من عشرة منازل.
يُذكر أن روسيا بدأت حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، عندما شنت هجومًا واسع النطاق على الأراضي الأوكرانية، وما زالت العمليات العسكرية مستمرة بين الجانبين، مع تصاعد التوترات والتصريحات المتبادلة.
المصدر: وكالات