شهدت دمشق أول زيارة لوفد أميركي رسمي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث التقى الوفد مع أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، في لقاء حمل دلالات سياسية عميقة ورؤى جديدة لمستقبل سوريا.
في بيان رسمي، أكدت القيادة العامة السورية أن الجانب الأميركي جدد التزامه بدعم الشعب السوري والإدارة الجديدة في مواجهة التحديات الكبرى. وأشار البيان إلى أن الشعب السوري “يقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف”، وهو ما يعكس رغبة الإدارة الجديدة في تجنب وضع سوريا في حالة استقطاب إقليمي أو دولي.
اللقاء تناول قضايا حساسة، منها الصراع مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث أكدت الولايات المتحدة دعمها للخطوات التي أعلنتها الإدارة الجديدة، مشيدة بجهودها في إطلاق سراح الأميركي ترافيس تيمرمان، ومواصلة البحث عن الصحفي أوستن تايس.
أحمد الشرع شدد خلال اللقاء على ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، مشيراً إلى حاجة الشعب السوري إلى دعم كبير للتعافي على المستويات كافة. كما أعرب عن تمسك الإدارة الجديدة بسياسة الحياد، مؤكداً أن سوريا لن تكون ساحة للاستقطاب.
من جانبها، أعلنت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، عن إلغاء المكافأة المالية التي كانت مخصصة للقبض على الشرع، ووصفت تصريحاته بـ”البراغماتية والمعتدلة”. كما تطرقت ليف إلى جهود واشنطن لتحقيق وقف لإطلاق النار في مدينة عين العرب (كوباني)، معتبرة أن الانتقال المنظم لدور قسد هو الخيار الأمثل.
ورغم الأجواء الإيجابية التي رافقت اللقاء، أُلغي المؤتمر الصحفي الذي كان من المقرر عقده عقب الاجتماع. وأوضحت ليف أن الإلغاء جاء بسبب الاحتفالات في شوارع دمشق وليس لدواعٍ أمنية.
يمثل هذا اللقاء خطوة هامة نحو بناء علاقات جديدة بين الإدارة السورية والولايات المتحدة، مع إشارات واضحة إلى رغبة الطرفين في معالجة القضايا العالقة بشكل عملي ومثمر.
المصدر: وكالات