وسط تصاعد الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل، يتزايد الحديث عن خيارات استراتيجية قد تتبناها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بدءًا من ضربة لإيران وصولًا إلى تدخل بري في اليمن لإسقاط جماعة الحوثيين.
الصاروخ الحوثي الذي استهدف مدينة يافا، وأصاب 30 شخصًا السبت الماضي، كشف هشاشة منظومة الدفاع الإسرائيلية، حتى بعد تعزيزها بمنظومة “ثاد” الأميركية، وأثار غضبًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية. هذا التطور يُظهر –بحسب يوسي يهوشوع، محلل الشؤون العسكرية بصحيفة يديعوت أحرونوت– عجز إسرائيل عن ردع الحوثيين، رغم ضرباتها المكثفة لمنشآت يمنية حيوية.
الخبير العسكري العميد إلياس حنا يرى أن الصاروخ الأخير يحمل دلالات خطيرة، مشيرًا إلى أن الحوثيين باتوا يمتلكون أسلحة متطورة قادرة على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، مما يعكس دور إيران في تسليحهم وجعلهم رأس حربة ضمن ما يعرف بـ”وحدة الساحات”. ومع امتلاك طهران تقنيات صواريخ فرط صوتية، تبدو إسرائيل في موقف معقد، خاصة أنها لا تستطيع فتح جبهة مباشرة مع الحوثيين بسبب بعدها الجغرافي.
من جهته، يرى مهند مصطفى، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن إسرائيل تواجه معضلة مزدوجة: فهم “شيفرة” الحوثيين وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل معهم. ورغم أن إسرائيل لم تكن تعتبر الحوثيين تهديدًا قبل الحرب، إلا أنهم أصبحوا عنصرًا فاعلًا على الطاولة.
ومع تصاعد الضغط الداخلي في إسرائيل، يتزايد الحديث عن ضرورة استغلال اللحظة الراهنة لتوجيه ضربة لإيران، قد تشمل منشآتها النووية ونظامها السياسي. إلا أن مصطفى يعتقد أن مثل هذه الخطوة لن تتم دون دعم أميركي مباشر، وربما بمباركة من الرئيس الأميركي المقبل.
الدكتور لقاء مكي من مركز الجزيرة للدراسات يرى أن استمرار الحوثيين في ضرب إسرائيل، رغم انهيار بعض أركان محور المقاومة، يعيق تل أبيب عن إعلان انتصارها إقليميًا. ويشير مكي إلى أن إسرائيل قد تضغط باتجاه تدخل أميركي وغربي لإسقاط الحوثيين، خاصة مع تضرر الملاحة الإقليمية.
ومع ذلك، يبدو أن التوجه الإسرائيلي-الأميركي قد يركز على استهداف إيران مباشرة، باعتبارها المصدر الرئيسي للقوة التي تدعم الحوثيين. هذا السيناريو يحمل تداعيات إقليمية قد تتجاوز اليمن، مما يعزز أهمية اللحظة الراهنة في صياغة مستقبل الصراع في المنطقة.
المصدر: وكالات