تشهد سوريا تحولًا جذريًا في هيكلها السياسي والعسكري بعد سقوط نظام بشار الأسد. في خطوة لافتة، أعلنت إدارة الشؤون السياسية تعيين أسعد حسن الشيباني وزيرًا للخارجية، فيما كشفت مصادر مطلعة عن تعيين المهندس مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع. كما تم اختيار عائشة الدبس لتولي إدارة مكتب شؤون المرأة، في إطار تعزيز دور المرأة في إدارة المرحلة الانتقالية.
وفي السياق ذاته، عقد القائد العام للإدارة الجديدة، أحمد الشرع، اجتماعًا مع ممثلي الفصائل العسكرية السورية يوم السبت الماضي. تمحور النقاش حول دمج الفصائل في مؤسسة عسكرية واحدة تحت إشراف وزارة الدفاع، بما يهدف إلى تشكيل جيش جديد قادر على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد. الشرع شدد على أهمية توحيد الجهود العسكرية تحت راية وطنية واحدة لضمان سيادة سوريا وإعادة بناء مؤسساتها.
على الصعيد الدبلوماسي، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عزمه زيارة دمشق قريبًا للقاء مسؤولي الإدارة السورية الجديدة، في خطوة تشير إلى انفتاح إقليمي على الحكومة الانتقالية وتطلع تركيا للمساهمة في استقرار المشهد السوري. هذه الزيارة تعكس تغيرًا في المواقف الإقليمية تجاه دمشق، خصوصًا بعد سنوات من القطيعة السياسية.
في تطور أمني، أعلنت إيران مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق إثر هجوم استهدف سيارته الأحد الماضي. طهران وصفت الهجوم بـ”الإرهابي”، وحمّلت الحكومة السورية الانتقالية مسؤولية التحقيق الفوري في الحادث والكشف عن الجناة. هذه الحادثة تسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه سوريا في المرحلة الراهنة.
ومع هذه التطورات، يبدو أن سوريا تدخل مرحلة دقيقة تتطلب إدارة محكمة للملفات السياسية والعسكرية والدبلوماسية، في ظل آمال داخلية وإقليمية بأن تتمكن الإدارة الجديدة من قيادة البلاد نحو الاستقرار بعد سنوات من الصراع.
المصدر: وكالات