وصل بوست – محمد فوزي
لقي خمسة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من واشنطن، مصرعهم في هجمات شنتها فصائل سورية مدعومة من تركيا على مدينة منبج في محافظة حلب شمال سوريا. هذه التطورات تأتي ضمن تصعيد عسكري كبير تشهده المنطقة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وذكرت قسد، في بيان رسمي السبت، أن مقاتليها قتلوا جراء قصف جوي ومدفعي خلال تصديهم لهجمات استهدفت سد تشرين من محورين. وأكدت أنها أفشلت الهجوم، متسببة بمقتل العشرات من المهاجمين وتدمير دبابات ومدرعات تابعة لهم.
المعارك في منبج اندلعت منذ سيطرة فصائل من الجيش الوطني السوري، المقربة من تركيا، على المدينة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول. هذا التصعيد دفع قسد إلى التراجع تدريجيًا عن مركز المدينة، في إطار اتفاق تم بوساطة أميركية-تركية.
وتقود وحدات حماية الشعب الكردية قوات سوريا الديمقراطية، التي تُعد شريكًا رئيسيًا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. غير أن تركيا تعتبر الوحدات امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي، مما يجعلها هدفًا رئيسيًا للجيش التركي والفصائل المدعومة منه.
في هذا السياق، تحاول الولايات المتحدة التوسط لوقف القتال بين تركيا وحلفائها من جهة، وقسد من جهة أخرى. ورغم إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن تمديد وقف إطلاق النار حول منبج حتى نهاية الأسبوع، نفت وزارة الدفاع التركية وجود أي اتفاق بهذا الشأن.
في المقابل، تسعى الإدارة السورية الجديدة، بعد سقوط نظام الأسد، إلى تهدئة التوتر مع الأكراد. ووجهت دعوات صريحة لهم للانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها في شمال وشرق البلاد والانضواء تحت لواء الحكومة الجديدة، في محاولة لحقن الدماء وتوحيد الصفوف.
يبقى مستقبل منبج معلقًا في ظل هذا التصعيد، حيث تعكس الاشتباكات المستمرة تداخل المصالح الدولية والإقليمية في سوريا، مع استمرار المعاناة الإنسانية وتفاقم الصراعات.
المصدر: وكالات