وصل بوست – محمد فوزي
في تصعيد خطير، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بقصف مباشر وعنيف، مما أسفر عن دمار واسع وخسائر فادحة. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الهجوم كان مفاجئًا وشمل استخدام القنابل، المتفجرات، ونيران الدبابات، دون مراعاة لحرمة المستشفيات أو حياة المرضى والطواقم الطبية.
وأوضح الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، في تصريح للجزيرة، أن القصف طال أقسام الأطفال والعناية المركزة والحضانات، فضلاً عن أسطح المستشفى وساحاته. وقال: “نيران الاحتلال اخترقت جدران المستشفى وخلّفت دمارًا كبيرًا”، مضيفًا أن “الصمت الدولي يجعل العالم شريكًا في هذه الجرائم”.
الهجوم استثنائي بكل المقاييس، كما وصفه مراسل الجزيرة محمد قريقع، حيث تحاصر الدبابات الإسرائيلية المستشفى بالكامل، بينما تتواصل القذائف من المسيرات والمدفعية على أقسامه المختلفة. وأضاف أن الأطباء اضطروا للتجمع في نقطة واحدة خوفًا على حياتهم، وسط تطاير الشظايا والقنابل الحارقة التي حولت المستشفى إلى ساحة معركة.
المستشفى يعاني من حصار كامل منذ أكثر من 70 يومًا، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء. وتفاقم الوضع مع سقوط شهداء ومصابين في محيط المستشفى، دون إمكانية الوصول إليهم بسبب كثافة النيران.
وأشار قريقع إلى أن القوات الإسرائيلية سبق أن انتهكت حرمة المستشفى عندما كان يزوره وفد من منظمة الصحة العالمية، ودمرت معظم معداته الطبية، في تحدٍ صارخ لكل القوانين الدولية.
المخاوف تتزايد مع ورود أنباء عن اقتراب روبوت إسرائيلي من البوابة الشمالية للمستشفى، وسط توقعات بتفجيره، مما يهدد حياة أكثر من 80 مريضًا وجريحًا، بينهم أطفال في الحضانات، يعانون من انعدام الدواء والغذاء.
هذا الهجوم يأتي ضمن العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة شمال غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي يدّعي الاحتلال أنها تهدف إلى إضعاف حركة المقاومة الإسلامية “حماس”. لكن الثمن الإنساني لهذا العدوان يبقى فادحًا، ليكشف عن أزمة أخلاقية وإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.
المصدر: وكالات