مع اقتراب انتهاء اتفاقية نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا، وصفت روسيا الوضع مع الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي بأنه “معقد للغاية”. هذا التصريح جاء عقب محادثات جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو، في ظل مخاوف من تداعيات انتهاء الاتفاقية نهاية العام الجاري.
أوكرانيا أعلنت بوضوح أنها لن تجدد اتفاقية العبور الموقعة لمدة خمس سنوات، مؤكدة رفضها دعم موسكو في حربها. هذا القرار يهدد بتوقف نحو نصف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب، مما سيؤثر بشكل مباشر على دول مثل سلوفاكيا، إيطاليا، النمسا، وجمهورية التشيك.
ورغم ذلك، تواصل شركة “غازبروم” الروسية الحكومية تصدير الغاز عبر خطوط بديلة مثل “ترك ستريم”، الذي يمتد عبر قاع البحر الأسود. ومع ذلك، تبقى خيارات هذه الدول الأوروبية محدودة، مما يزيد تعقيد الأزمة.
في المحادثات بين بوتين وفيتسو، أشار رئيس الوزراء السلوفاكي إلى أن روسيا أبدت استعدادها لمواصلة توريد الغاز لسلوفاكيا، لكنه وصف الأمر بأنه “مستحيل عملياً” بعد انتهاء الاتفاقية مع أوكرانيا. ولم تكشف موسكو عن أي حلول بديلة تمت مناقشتها في الاجتماع.
من جهة أخرى، أبدت المجر حرصها على استمرار استخدام المسار الأوكراني لنقل الغاز، رغم اعتمادها أيضاً على خط “ترك ستريم”. أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد أبدى مرونة مشروطة بتجديد الاتفاق، لكنه طالب بعدم دفع ثمن الغاز لروسيا حتى انتهاء الحرب، وهو شرط ترفضه موسكو تماماً.
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد أن الوضع يتطلب “مزيداً من الانتباه”، مشيراً إلى الضغوط الاقتصادية التي تواجهها الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي لتشغيل اقتصاداتها.
وفي تصريح سابق، أكد بوتين أنه لن يكون هناك اتفاق جديد لنقل الغاز عبر أوكرانيا، ما يترك أوروبا أمام خيارات محدودة وأزمة طاقة محتملة مع حلول الشتاء.
المصدر: وكالات