في خطوة غير مسبوقة في تاريخ سوريا، أعلنت الإدارة الجديدة تعيين ميساء صابرين في منصب حاكم مصرف سوريا المركزي، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المصرف قبل أكثر من 70 عامًا. يأتي هذا التعيين خلفًا لمحمد عصام هزيمة، الذي شغل المنصب منذ عام 2021 خلال فترة حكم النظام السابق.
ميساء صابرين ليست جديدة على العمل المصرفي؛ فقد شغلت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 منصب النائب الأول لحاكم مصرف سوريا المركزي، إلى جانب عضويتها في مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية كممثلة عن المصرف. بخبرة تزيد على 15 عامًا في القطاع المالي والمصرفي، استطاعت صابرين أن تبني سمعة مهنية قوية.
تحمل صابرين شهادة البكالوريوس والماجستير في المحاسبة من جامعة دمشق، إضافة إلى حصولها على شهادة “محاسب قانوني”، مما أهلها لتولي مناصب قيادية عديدة. شغلت منصب مديرة مفوضية الحكومة لدى المصارف، وكانت عضوة في مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية، ما جعلها من الشخصيات البارزة في مجال الإدارة المالية والمصرفية.
تواجه ميساء صابرين تحديات اقتصادية هائلة في ظل التدهور الكبير الذي أصاب الليرة السورية خلال السنوات الـ13 الأخيرة. فقدت العملة الوطنية أكثر من 97% من قيمتها، حيث تراجع سعر صرفها من متوسط 50 ليرة مقابل الدولار عام 2010 إلى نحو 13,500 ليرة حاليًا.
ويُعد تعزيز قيمة الليرة السورية واستعادة استقرارها أحد أبرز الأولويات أمام صابرين. في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، يتطلع السوريون إلى سياسات نقدية جديدة قادرة على تخفيف الأعباء التي أثقلت كاهلهم بسبب انهيار العملة.
بتوليها هذا المنصب، تحمل ميساء صابرين مسؤولية كبيرة في رسم ملامح جديدة للسياسات النقدية بسوريا، مع آمال كبيرة في إحداث تغيير يعيد الاستقرار إلى الاقتصاد السوري المتعثر.
المصدر: وكالات