في خطوة تعكس موقفها الحازم، أكدت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، أن استثمارات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك وشركاته لا تمثل تهديدًا للأمن القومي الإيطالي، بل تُعد فرصة لتعزيز الاقتصاد. وفي حديثها لصحيفة “كورييري ديلا سيرا”، شددت ميلوني على أهمية جذب الاستثمارات الكبرى لإيطاليا مع مراعاة المصلحة الوطنية، قائلة: “نسعى لتقييم كل استثمار بموضوعية تامة، لضمان تحقيق المنافع الوطنية”.
علاقة ميلوني بماسك أصبحت حديث الساعة في المشهد السياسي الإيطالي. ففي زيارة حديثة لنيويورك، كرّم أغنى رجل في العالم رئيسة الوزراء الإيطالية بجائزة، مما أثار جدلًا واسعًا حول عمق علاقتهما ومدى تأثيرها على المشهد الاقتصادي والسياسي في البلاد.
ماسك، الذي لا يبتعد عن الأضواء، أدلى بتصريحات أثارت الجدل في إيطاليا، من بينها تحذيره من انخفاض معدل الولادات في البلاد، معتبرًا أن ذلك يشكل خطرًا على مستقبل إيطاليا الاقتصادي والاجتماعي. كما دخل في صراع مع شركة الاتصالات الإيطالية “إس بي إيه”، متهمًا إياها بعرقلة نشر خدمات الإنترنت عالية السرعة التي تقدمها شركته “ستارلينك”.
وعلى الرغم من التحديات، يواصل ماسك تعزيز وجوده في السوق الإيطالية. فقد بحث مع ميلوني فرصًا استثمارية جديدة في مجالات الفضاء والذكاء الاصطناعي، مستفيدًا من الإطار التنظيمي الجديد الذي يتيح لشركات الفضاء الأجنبية العمل داخل إيطاليا.
تأتي هذه التطورات وسط نقاشات واسعة حول تأثير الاستثمارات الأجنبية على السيادة الوطنية. وبينما يرى البعض في استثمارات ماسك تهديدًا محتملاً، تعتبرها ميلوني فرصة لتحفيز الابتكار ودفع عجلة الاقتصاد.
هل ستكون هذه الشراكة بداية لعصر جديد من التعاون الاقتصادي بين إيطاليا وماسك، أم أنها مجرد صفحة عابرة في كتاب العلاقات السياسية والاقتصادية؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الإجابة.
المصدر: وكالات