وصل بوست – محمد فوزي
للعام الثاني على التوالي، قررت تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، مقاطعة منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. هذا القرار يعكس مواقف أنقرة الثابتة في دعم القضية الفلسطينية ورفض السياسات الإسرائيلية.
من المقرر أن يغيب وزير المالية التركي محمد شيمشك ومحافظ البنك المركزي فاتح كاراهان عن المنتدى، الذي يُعد منصة عالمية لتبادل السياسات الاقتصادية وجذب الاستثمارات. القرار يشير إلى أولوية الموقف السياسي لدى أنقرة على حساب المصالح الاقتصادية، في ظل توتر متزايد في العلاقات مع إسرائيل.
في العام الماضي، رفض أردوغان المشاركة في المنتدى بعد تصريحات رئيسه المؤسس كلاوس شواب التي وصف فيها هجوم المقاومة الفلسطينية على إسرائيل بـ”الإرهابي”. هذا العام، تتجدد المقاطعة لتؤكد استمرارية النهج التركي في التصدي للسياسات الإسرائيلية.
تركيا تميز نفسها بموقف مختلف عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث لا تعتبر حركة حماس منظمة إرهابية، بل ترى فيها ممثلًا للنضال الفلسطيني من أجل التحرر. وقد أثار هذا الموقف انتقادات دولية، لكنه يعكس سياسة أنقرة الإقليمية التي تعطي الأولوية للحقوق الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، أوقفت تركيا كافة أشكال التجارة مع إسرائيل، ومنعت الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ من استخدام مجالها الجوي. وجاءت هذه الخطوات ردًا على العدوان الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 46 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
تتزامن هذه التحركات مع تقارير إسرائيلية تحذر من تزايد نفوذ تركيا في سوريا، ما تعتبره تهديدًا لأمنها القومي. وتعكس هذه السياسات استمرار تركيا في تبني نهج إقليمي حازم يدافع عن حقوق الفلسطينيين ويعزز موقعها كلاعب رئيسي في القضايا العربية.
من الواضح أن مقاطعة دافوس ليست مجرد موقف رمزي، بل رسالة قوية تؤكد تضامن أنقرة مع غزة واستعدادها لتحمل تبعات مواقفها المبدئية.
المصدر: وكالات