وصل بوست – محمد فوزي
تشهد لوس أنجلوس واحدة من أكثر كوارث حرائق الغابات تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تُقدر الخسائر الاقتصادية حتى الآن بين 135 و150 مليار دولار، بحسب تقرير صادر عن شركة “أكيو ويذر” لخدمات التنبؤ بالطقس. وتشمل هذه التكاليف الأضرار المباشرة والخسائر غير المباشرة التي لحقت بالعقارات والبنية التحتية.
توقعت شركات تحليل مثل “مورنينغ ستار” و”جيه بي مورغان” أن تصل الخسائر المؤمّنة إلى أكثر من 8 مليارات دولار، في ظل دمار واسع شمل أكثر من 10,000 منشأة، أبرزها في حريقي “باليساديس” و”إيتون”. هذه الأضرار قد تضع حرائق لوس أنجلوس ضمن قائمة أعلى 5 كوارث تكلفة على الإطلاق، خاصة في ظل القيمة المرتفعة للعقارات المتضررة.
وصف الرئيس الأميركي جو بايدن هذه الحرائق بأنها “الأكبر والأكثر تدميرًا في تاريخ كاليفورنيا”، مؤكدًا أن التغير المناخي هو المحرك الرئيسي لهذه الكارثة. وأعلن حالة كوارث كبرى، بينما تكافح أكثر من 7,500 فرقة إطفاء، بعضها من ولايات أخرى، للسيطرة على النيران. وأوضح الحاكم غافن نيوسوم أن النيران اشتعلت بفعل تماس كهربائي، وهو سبب شائع لحرائق الغابات في كاليفورنيا.
تتجاوز آثار هذه الكارثة الخسائر المادية المباشرة، لتشمل تأثيرات طويلة المدى على الصحة العامة والسياحة والقطاع التأميني. ووفقًا لبيانات “فير بلان” في كاليفورنيا، ارتفع عدد بوليصات التأمين بسبب ارتفاع مخاطر الكوارث الطبيعية إلى أكثر من 450 ألف بحلول 2024.
دينيس رابموند، كبيرة المحللين في وكالة “موديز”، حذرت من تأثيرات سلبية على سوق التأمين، مع احتمالية ارتفاع الأقساط وتقليص خيارات التغطية. كما توقعت تراجع قيم العقارات وتأثيرات على المالية العامة للولاية، مما يجعل هذه الحرائق نقطة تحول خطيرة في مواجهة المخاطر المناخية المتزايدة.
حرائق لوس أنجلوس ليست مجرد أزمة آنية، بل إن تداعياتها قد تمتد لسنوات، لتعيد تشكيل سياسات التأمين وإدارة الكوارث في الولايات المتحدة.
المصدر: وكالات