تتواصل العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتي أثبتت مجددًا قدراتها العسكرية في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط تعقيدات ميدانية واستراتيجية بالغة. ووفقًا للخبير العسكري العميد إلياس حنا، فإن العملية الأخيرة التي استهدفت دورية إسرائيلية في بيت حانون شمال قطاع غزة تحمل دلالات عميقة من حيث التوقيت والتنفيذ.
أقر جيش الاحتلال بمقتل أربعة جنود من لواء ناحال وإصابة ضابط وجندي بجروح خطيرة، فيما تحدثت منصات إعلامية فلسطينية عن مقتل سبعة جنود وإصابة ثلاثين آخرين، بينهم 11 إصاباتهم خطيرة. هذه العملية، التي استغلت نقاط ضعف انتشار القوات الإسرائيلية، تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تستنزف جيش الاحتلال وتربك خططه العسكرية.
أوضح حنا أن المعارك في بيت حانون تعكس تحديات كبيرة تواجه الاحتلال، خاصة في قتال المدن الذي يتطلب تكتيكات دقيقة وتخطيطًا عالي المستوى. وبيّن أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على التحرك السريع، إذ تنفذ هجماتها بدقة، ثم تنسحب لإعادة تنظيم صفوفها، مما يفرض على الاحتلال العودة مرارًا لنفس المناطق دون تحقيق تقدم استراتيجي.
وأشار حنا إلى أن العمليات الجارية في غزة تُظهر الطابع الاستنزافي للحرب، حيث يعتمد الاحتلال على تدمير البنية التحتية للمقاومة دون تحقيق مكاسب حاسمة. وأكد أن استخدام المقاومة لتكتيكات مثل الكمائن المزدوجة والانسحاب السريع يعكس احترافية عسكرية واستراتيجية ميدانية متطورة.
مع تزايد الحديث عن انسحاب تدريجي لجيش الاحتلال من بعض المناطق، تبرز تساؤلات حول قدرته على تنفيذ ذلك دون مزيد من الخسائر. ويرى حنا أن استمرار العمليات النوعية للمقاومة يشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال الذي بات عاجزًا عن فرض سيطرة دائمة على قطاع غزة.
ختامًا، الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا تزال تكبد الاحتلال خسائر فادحة، حيث أُعلن حتى الآن عن مقتل 835 ضابطًا وجنديًا، في ظل استمرار العمليات التي تؤكد صمود المقاومة الفلسطينية وقدرتها على إحداث تغيير في ميزان القوى.
المصدر: وكالات