وصل بوست – محمد فوزي
مع بداية عام 2025، يجد الاقتصاد التركي نفسه عند مفترق طرق جديد في محاولة لتجاوز الأزمات واستعادة التوازن. فرغم التحديات الداخلية والخارجية، يظل السؤال المطروح: هل ستنجح تركيا في تحويل هذه التحديات إلى فرص لبناء اقتصاد مستدام وقوي؟
إنجازات 2024.. بارقة أمل
اختتمت تركيا عام 2024 بأداء اقتصادي إيجابي، حيث أشار الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تسجيل الاقتصاد نمواً بنسبة 3.2% خلال الأشهر التسعة الأولى، واستمرار الأداء الإيجابي على مدى 17 ربعاً. كما شهد عجز التجارة الخارجية انخفاضاً كبيراً بنسبة 23% ليصل إلى 82.2 مليار دولار، وسط ارتفاع الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي ودول منظمة التعاون الإسلامي بنسب ملحوظة.
تحولات 2025.. رؤية اقتصادية طموحة
تسعى الحكومة التركية في عام 2025 إلى تحقيق أهداف طموحة، أبرزها خفض التضخم إلى 20%، تمهيداً للوصول إلى مستويات أحادية الرقم بحلول الأعوام القادمة. وأكد وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك أن الإصلاحات الهيكلية والاستقرار المالي يمثلان الركائز الأساسية للنمو المستدام، مشيراً إلى مرونة الاقتصاد التركي في مواجهة التحديات.
فرص وتحديات
يرى خبراء أن تركيا قد تواجه ضغوطاً إضافية جراء السياسات التجارية الأمريكية وارتفاع أسعار الفائدة العالمية، إلا أن التنوع الجغرافي للصادرات التركية، حيث يتجه 62% منها إلى دول ذات اتفاقيات تجارة حرة مع تركيا، يمنح الاقتصاد مرونة كبيرة.
انعكاسات إقليمية ودولية
يشير المحللون إلى أن استقرار الأوضاع في سوريا وعودة اللاجئين قد يخفف الأعباء على الاقتصاد التركي ويفتح المجال لإعادة توجيه الموارد نحو التنمية. كما أن تقليص العجز في الحساب الجاري وزيادة الاحتياطيات النقدية يعزز من استقرار العملة.
نحو مستقبل مستدام
في ظل هذه التحديات والفرص، يشكل عام 2025 اختباراً حقيقياً لقدرة تركيا على تحقيق التحول الهيكلي ودعم النمو الاقتصادي المستدام، مما يجعله عاماً فارقاً في صياغة المشهد الاقتصادي للبلاد.
المصدر: الجزيرة نت