تواجه شركات التأمين الأميركية تحدياً هائلاً مع استمرار حرائق الغابات المدمرة في منطقة لوس أنجلوس، حيث توقعت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني خسائر مالية مؤمنة تتراوح بين 10 مليارات و20 مليار دولار. وتعتبر هذه الكارثة إحدى أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ كاليفورنيا، وسط توقعات باستمرار التحديات لأسابيع أو أشهر قادمة.
تشير التقارير إلى أن الجفاف غير المعتاد في جنوب كاليفورنيا، الناتج عن شتاء جاف، لعب دوراً أساسياً في تفاقم الأزمة. وساهمت الظروف الجوية الجافة في انتشار الحرائق بشكل واسع، بينما واجهت فرق الإطفاء صعوبات إضافية بسبب نقص المياه وانخفاض ضغط الفوهات في بعض المناطق.
هذه الكارثة لها تأثير واسع على قطاعات التأمين، حيث تتحمل شركات التأمين على المنازل والممتلكات التجارية بالإضافة إلى شركات إعادة التأمين أعباءً مالية هائلة. ومع ذلك، لجأت الشركات إلى استراتيجيات وقائية، شملت التنوع الجغرافي وبرامج إعادة التأمين، لتعزيز قدرتها على مواجهة الخسائر. ومن بين المناطق الأكثر تضرراً، تبرز منطقة باسيفيك باليساديس التي تضم أصولاً مؤمنة بقيمة 5.9 مليار دولار.
في السنوات الأخيرة، قامت شركات التأمين الكبرى مثل “State Farm” و”Allstate” بتقليص عملياتها في كاليفورنيا أو تقييد الأعمال الجديدة، ما أثار قلقاً متزايداً بشأن توفر التغطية التأمينية في المناطق عالية المخاطر. وفي سياق موازٍ، نقلت شركات مثل “Chubb” و”AIG” جزءاً من أعمالها إلى سوق التأمين البيئي والاجتماعي لتكييف السياسات مع المخاطر بشكل أفضل.
علاوة على ذلك، لا تقتصر الخسائر على الممتلكات، بل تشمل تغطية نفقات المعيشة وانقطاع الأعمال، ما يزيد من تعقيد الوضع. كما تضيف تكاليف إعادة الإعمار المرتفعة والطلب المتزايد على العمالة ومواد البناء أعباءً إضافية.
وفي ظل التشريعات الجديدة التي تسمح لشركات التأمين بتضمين الخسائر الناجمة عن الكوارث في تسعيرها، لا تزال تداعيات هذه الإجراءات غير واضحة. ومع ذلك، فإن حرائق لوس أنجلوس تؤكد التحديات المستمرة التي تواجه سوق التأمين في كاليفورنيا وتضع شركات التأمين أمام اختبارات غير مسبوقة.
المصدر: وكالات