أثار إطلاق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا عملتين مشفرتين جدلًا كبيرًا داخل قطاع العملات الرقمية، حيث اعتبرها البعض خطوة دعائية تفتقر إلى الجدية المطلوبة في صناعة تشهد تحديات تنظيمية وتقلبات حادة.
صعود وهبوط سريع
كشف ترامب عن عملته “ترامب” الجمعة الماضية، تبعتها ميلانيا بإطلاق عملتها “ميلانيا” بعد يوم واحد. وسرعان ما قفزت القيمة السوقية لعملة ترامب إلى 15 مليار دولار قبل أن تتراجع إلى أقل من 11 مليار دولار بعد إطلاق عملة ميلانيا، وفق بيانات منصة “كوين ماركت كاب”.
وبحسب الموقع الرسمي، تم إصدار 200 مليون وحدة من عملة “ميم”، مع خطط لإضافة 800 مليون وحدة خلال السنوات الثلاث المقبلة. ومع تداول العملة عند حوالي 51.11 دولار، تصل قيمة الوحدات غير المباعة إلى نحو 40.88 مليار دولار.
عملات الميم: بين المزاح والمخاطر
تصنف عملتا ترامب وميلانيا كـ”عملات ميم”، وهي عملات مشفرة تعتمد بشكل كبير على التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي. وبينما تحظى هذه العملات بشعبية كبيرة، إلا أنها تُعتبر محفوفة بالمخاطر بسبب تقلباتها العالية وضعف قيمتها الأساسية، مما يجعلها مثار انتقاد واسع داخل القطاع.
انتقادات الصناعة
انتقد مسؤولون في قطاع العملات المشفرة خطوة ترامب، معتبرين أنها تضيف عبئًا على صناعة تسعى لاستعادة ثقة المستثمرين بعد انهيارات ضخمة مثل منصة “إف تي إكس”. ونقلت “بلومبيرغ” عن روب هاديك، شريك في “دراغون فلاي كابيتال”، وصفه لعملات ترامب بأنها “آفة” تهدد سمعة الصناعة.
تأثيرات متباينة
على الرغم من الجدل، حفّزت هذه التطورات قفزة في عملة “بيتكوين” إلى مستوى قياسي جديد قبل ساعات من تنصيب ترامب. ومع ذلك، أشار خبراء إلى أن العملات المشفرة المرتبطة بشخصيات سياسية قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أطلق المستثمر بالاجي سرينيفاسان تحذيرًا من أن عملات الميم تشبه “اليانصيب” الذي ينتهي بخسائر كبيرة للمستثمرين.
بينما يأمل القطاع في أن يُظهر ترامب دعمًا أكبر لصناعة العملات الرقمية، إلا أن خطوته الأخيرة أثارت تساؤلات حول مستقبل هذه العملات وجدواها الفعلية.
المصدر: وصل بوست