منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، شهدت الشركات الأميركية الكبرى تحولاً لافتاً في سياساتها، بدا وكأنه محاولة للتكيف مع التوجهات المحافظة التي يتبناها الرئيس الجمهوري. هذا التغيير أثار تساؤلات حول مدى تأثير السياسة على استراتيجيات الشركات والمبادئ التي تتبناها.
بحسب تقرير فايننشال تايمز، تخلى العديد من عمالقة الاقتصاد الأميركي عن مبادرات التنوع والشمول، وسحبوا دعمهم للجمعيات الخيرية المعنية بالمساواة العرقية، تماشياً مع مواقف ترامب. من أبرز الأمثلة:
• ميتا (فيسبوك سابقاً): ألغت سياسات رقابة المحتوى المتعلقة بالحد من المعلومات المضللة، وعينت دانا وايت، المقرب من ترامب، في مجلس إدارتها.
• أمازون: أعلنت عن إنتاج فيلم يروي حياة ميلانيا ترامب، وتبرعت بمليون دولار لصندوق تنصيب ترامب. جيف بيزوس، مؤسس أمازون، أعرب عن دعمه لسياسات ترامب المتعلقة بتقليص اللوائح التنظيمية.
• ماكدونالدز: أوقفت برامج تدريب الموظفين على المساواة العرقية والجندرية وألغت أهداف التنوع الخاصة بها.
أوبن إيه آي وسوفت بنك: أطلقتا مشروعًا ضخمًا للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بقيمة تصل إلى 500 مليار دولار، حظي بإشادة ترامب كمؤشر على الثقة بالاقتصاد الأميركي
للبيئة السياسية الحالية. المستشار الاستثماري براد لاندر وصف هذا التحول بـ”التنازل عن المبادئ الأساسية لصالح السياسيين”، محذراً من تأثيره على القيم الديمقراطية وجهود مكافحة تغير المناخ.
شهد حفل تنصيب ترامب حضورًا بارزًا لقيادات شركات التكنولوجيا الكبرى، ما اعتُبر إشارة إلى تبدل ثقافة العمل وتراجع الاهتمام بالتنوع والشمول والعمل عن بُعد.
بينما تسعى الشركات للتكيف مع توجهات إدارة ترامب، يبقى السؤال الأهم: هل يعكس هذا التحول تراجعًا في الالتزام بالمبادئ الديمقراطية والاجتماعية لصالح التركيز على حرية التعبير والنمو الاقتصادي؟ التحولات الأخيرة قد تكون مؤشراً على مرحلة جديدة تضع المبادئ في مواجهة المصالح.
المصدر: وكالات