تواصل أسعار النفط تقلبها، إذ ارتفعت بشكل طفيف لكنها لا تزال قريبة من أدنى مستوياتها في أسبوعين، وسط مخاوف متزايدة بشأن تراجع الطلب العالمي. فقد أثرت بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، إلى جانب توقعات بارتفاع درجات الحرارة في عدة مناطق، على توقعات استهلاك الطاقة، مما أدى إلى استمرار الضغوط على الأسواق.
تذبذب الأسعار وسط ضغوط السوق
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.47% ليصل إلى 77.44 دولارًا للبرميل، فيما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.45% لتصل إلى 73.50 دولارًا للبرميل. ومع ذلك، تراجعت الأسعار بشكل ملحوظ في الجلسة السابقة، حيث سجل برنت عند التسوية أدنى مستوى له منذ 9 يناير، بانخفاض 1.8% إلى 76.94 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس بنسبة 2% ليغلق عند 73.31 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ 2 يناير.
تأثير الاقتصاد الصيني والعقوبات على روسيا
تراجعت أسعار النفط نتيجة بيانات اقتصادية مخيبة للآمال من الصين، أكبر مستورد عالمي للنفط، حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات انكماشًا غير متوقع في قطاع التصنيع لشهر يناير. ويرى جون رونغ، المحلل في آي جي، أن “البيئة الاقتصادية الحذرة والمخاوف بشأن الطلب الصيني تواصل الضغط على الأسواق”.
من جهة أخرى، تواجه الصين تحديًا إضافيًا مع العقوبات الأميركية الأخيرة على تجارة النفط الروسية. ويتوقع محللو إف جي إي أن تفقد مصافي التكرير في شاندونغ ما يصل إلى مليون برميل يوميًا بسبب حظر فرضته موانئ صينية على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الأميركية، ما يجبر المصافي على البحث عن مصادر بديلة بتكاليف أعلى.
الطقس وتقلبات الطلب في الغرب
في الولايات المتحدة وأوروبا، تلعب الأحوال الجوية دورًا رئيسيًا في التأثير على الطلب على الطاقة. فبعد موجة برد قاسية أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والديزل، تشير التوقعات إلى ارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على وقود التدفئة.
يرى أليكس هودز، محلل النفط في ستون إكس، أن “تحسن الطقس في الولايات المتحدة وأوروبا قد يخفف من استهلاك الوقود خلال الأيام المقبلة”. وفي ظل هذه التحديات، تبقى أسواق النفط تحت ضغط متواصل، مع تزايد الترقب لبيانات اقتصادية جديدة قد تعيد توجيه الأسعار في الأسابيع القادمة.
المصدر: وكالات