في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا سياسية وأمنية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يعتزم زيارة قطاع غزة غدًا الأربعاء، في جولة غير اعتيادية تشمل تفقد محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه. ومن المتوقع أن يلتقي ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، تأتي زيارة ويتكوف إلى إسرائيل في ظل محادثات جارية حول تنفيذ المرحلة التالية من الصفقة، حيث تسعى واشنطن إلى إحراز تقدم في المفاوضات لإنهاء الحرب رسميًا. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن المبعوث الأميركي سيزور أيضًا معبر كرم أبو سالم جنوب غزة، مما يسلط الضوء على الدور الأميركي المتزايد في الإشراف على تنفيذ الاتفاقات الميدانية.
وتتزامن هذه الزيارة مع بدء عودة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من جنوب ووسط قطاع غزة إلى الشمال، عبر محور نتساريم، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار. ومنذ 19 يناير/كانون الثاني، دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ، والتي تمتد ستة أسابيع وتشمل تبادل أسرى بين الطرفين، برعاية قطرية ومصرية وأميركية.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الترقبات حول ما ستسفر عنه المباحثات، أكدت تقارير إسرائيلية أن المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس قد انطلقت بالفعل عبر وسطاء، بهدف التوصل إلى صيغة نهائية للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يجب إنجازها قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.
زيارة ويتكوف إلى غزة، وهي الأولى من نوعها لمبعوث أميركي منذ سنوات، تعكس اهتمامًا أميركيًا متزايدًا بترتيب الأوضاع الأمنية والسياسية في القطاع، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات تمهد لمرحلة جديدة من التفاهمات بين الأطراف المعنية، أم أنها مجرد جولة بروتوكولية في إطار الضغط الدبلوماسي على جميع الأطراف.
المصدر: وكالات