تتجه أنظار القارة الأفريقية نحو قمة طارئة تجمع رئيسي جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، ورواندا، بول كاغامي، في تنزانيا، لبحث الأزمة المشتعلة في شرق الكونغو. هذه القمة، التي تأتي بعد تغيبهما عن محادثات سابقة، تمثل فرصة نادرة لإعادة إحياء جهود السلام بين البلدين وسط تصعيد عسكري ودبلوماسي متزايد
تنطلق القمة الجمعة بجلسات وزارية، قبل أن يجتمع الرئيسان السبت مع قادة إقليميين، وفق بيان صادر عن مكتب الرئيس الكيني وليام روتو. الاجتماع يأتي بتنسيق بين مجموعة شرق أفريقيا (EAC) والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (SADC)، بعد اتفاق بين رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا ورئيس كينيا. وأكد البيان أن اللقاء يهدف إلى معالجة النزاع المتصاعد في شرق الكونغو، حيث تتهم كينشاسا رواندا بدعم متمردي حركة “إم 23″، وهو ما تنفيه كيغالي.
في تطور يعكس خطورة الأوضاع، دعت السفارة الأمريكية في كينشاسا رعاياها إلى مغادرة البلاد فورًا عبر الرحلات التجارية، مشيرة إلى تدهور الأوضاع الأمنية. كما قلصت السفارة عدد موظفيها، وأعلنت تعليق خدمات التأشيرات والمساعدات القنصلية.
تشهد العاصمة الكونغولية كينشاسا اضطرابات متزايدة، حيث خرجت مظاهرات حاشدة احتجاجًا على الدعم المزعوم لرواندا لحركة “إم 23”. الغضب الشعبي امتد إلى إحراق سفارات رواندا وفرنسا وبلجيكا وكينيا، تعبيرًا عن رفض المتظاهرين لما يرونه تواطؤًا دوليًا إزاء الانتهاكات في شرق البلاد.
منذ بداية العام، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الاشتباكات العنيفة بين الجيش الكونغولي ومسلحي “إم 23″، الذين فرضوا حصارًا على مدينة غوما الإستراتيجية. الحركة، التي تأسست بعد انهيار اتفاق سلام عام 2009، تتألف في معظمها من مقاتلين من قبيلة التوتسي، ما يضيف بُعدًا عرقيًا للصراع المتصاعد.
في ظل هذه التطورات، تبدو القمة المرتقبة فرصة أخيرة لاحتواء الأزمة، فهل تنجح الدبلوماسية في كبح جماح العنف، أم أن المنطقة مقبلة على تصعيد جديد؟
المصدر: وكالات