في لقاء جمعه برئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا في البيت الأبيض، لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على اليابان إذا لم يتم تقليص العجز التجاري بين البلدين. وأكد ترامب أن تحقيق “التوازن التجاري” هو أولوية، مشيرًا إلى أن فرض الرسوم سيكون خيارًا مطروحًا ما لم يتم إحراز تقدم ملموس.
التجارة في قلب المحادثات
خلال استقباله إيشيبا، قال ترامب: “نحب اليابان، لكننا نريد الإنصاف في التجارة”، مضيفًا أن بلاده لن تتهاون في مواجهة العجز التجاري الذي بلغ 68.5 مليار دولار لصالح اليابان في عام 2024. كما أوضح أنه يعتزم فرض رسوم جمركية على عدة دول قريبًا، دون أن يحددها.
من جانبه، شدد إيشيبا على التزام طوكيو بالعمل مع واشنطن “من أجل السلام والاستقرار العالمي”، مؤكدًا استعداد اليابان لتعزيز استثماراتها في الولايات المتحدة، لا سيما من خلال خطط توسع لشركتي تويوتا وإيسوزو. كما عبّر عن تأثره بنجاة ترامب من محاولة الاغتيال التي تعرض لها في يوليو/تموز، معتبرًا أنها مؤشر على فوزه في الانتخابات الرئاسية.
تحالف دفاعي متين
إلى جانب المسائل التجارية، تناول اللقاء التعاون الدفاعي بين البلدين، حيث أكد ترامب التزام بلاده “بالدفاع عن اليابان باعتبارها حليفًا رئيسيًا”، مشيرًا إلى أن طوكيو وافقت على مضاعفة إنفاقها الدفاعي بحلول 2027. كما أعلن عن صفقة أسلحة جديدة لليابان بقيمة مليار دولار، ضمن جهود تعزيز الردع الأميركي في المنطقة.
مخاوف من تصاعد النفوذ الصيني
اليابان، التي تستضيف نحو 54 ألف جندي أميركي، تشعر بقلق متزايد من تنامي القوة العسكرية الصينية، خاصة في ظل التوترات الإقليمية في المحيطين الهندي والهادئ. وفي هذا السياق، أكد إيشيبا على ضرورة “مناقشة التحديات المشتركة بصراحة”، مع الإشارة إلى أن فرض الرسوم الجمركية يجب أن يكون في مصلحة الطرفين.
وسط هذه التحركات، يبقى التساؤل قائمًا: هل ستتمكن اليابان من تفادي الرسوم الجمركية من خلال زيادة استثماراتها، أم أن التوترات الاقتصادية ستلقي بظلالها على التحالف التقليدي بين البلدين؟
المصدر: وكالات