في تصريحات مثيرة للجدل، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن رؤيته المستقبلية لقطاع غزة، والتي تتضمن تهجير سكانه الفلسطينيين وبناء مجتمعات جديدة لهم بعيدًا عن موطنهم الأصلي. وأكد ترامب، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، أنه واثق من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع مصر والأردن لتنفيذ هذا المخطط، رغم رفض البلدين القاطع لمثل هذه الطروحات.”
عند سؤاله عن حق الفلسطينيين في العودة إلى غزة، أجاب ترامب بشكل قاطع: “كلا، لن يعودوا، سيحصلون على مساكن أفضل بكثير.” وأوضح أن خطته تشمل بناء “مجتمعات رائعة وآمنة” بعيدًا عن القطاع، مشيرًا إلى أن العيش فيه لن يكون ممكنًا لسنوات قادمة بسبب الدمار والمخاطر الأمنية.
في حديثه، شبّه ترامب المشروع بخطة تطوير عقاري، قائلًا: “سأمتلك هذه الأرض، فكروا فيها كمشروع استثماري مستقبلي، ستكون قطعة أرض رائعة.” وأضاف أنه يخطط لإنشاء مناطق سكنية جديدة للفلسطينيين في أماكن بعيدة عن غزة، لكنه لم يحدد موقعها أو كيفية تنفيذ ذلك عمليًا.
أعرب ترامب عن اعتقاده بأنه يستطيع إقناع مصر والأردن بالموافقة على خطته، ملوحًا بالمساعدات المالية الأميركية التي تتلقاها الدولتان. غير أن القاهرة وعمان، إلى جانب دول عربية أخرى، رفضتا هذه الفكرة تمامًا، مؤكدتين التزامهما بعدم السماح بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
الرفض لم يقتصر على الدول العربية، فقد وصف المستشار الألماني الخطة بـ*”الفضيحة”*، معتبرًا أن الترحيل القسري للفلسطينيين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون اتدخل عسكري أميركي؟
لم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية في غزة للمساعدة في إعادة إعمارها بعد التهجير، ملمحًا إلى أن واشنطن قد تحتفظ بوجود طويل الأمد في القطاع. في المقابل، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطة، معتبرًا أنها أول فكرة جديدة منذ سنوات لحل “مشكلة غزة”.
يُذكر أن ترامب سبق وأن شبّه غزة بـ”موناكو”، بينما اقترح صهره جاريد كوشنر إخراج سكانها الفلسطينيين لإفساح المجال أمام مشاريع عقارية على الواجهة البحرية. تصريحات تعكس رؤية ترامب للمنطقة كفرصة استثمارية، متجاهلًا الحقوق التاريخية والسياسية للفلسطينيين.
المصدر : وكالات