وسط تصاعد الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالًا مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول الصراع في أوكرانيا وفلسطين، مؤكدين التزامهما بمواصلة التنسيق والتشاور. ويأتي هذا الاتصال في وقت تتزايد فيه المؤشرات على اقتراب عقد محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا برعاية أميركية في السعودية.
تحضيرات دبلوماسية واتصالات رفيعة المستوى
أفادت تقارير إعلامية بأن مسؤولين بارزين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينهم مستشار الأمن القومي مايكل والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو، يستعدون للسفر إلى السعودية لعقد مفاوضات مع ممثلين روس وأوكرانيين. ورغم عدم مشاركة المبعوث الخاص للمحادثات الأوكرانية الروسية كيث كيلوغ، فإن واشنطن تسعى إلى طمأنة كييف بأنها ستكون جزءًا أساسيًا في أي اتفاق يتم التوصل إليه.
الموقف الأوكراني: لا اتفاق بدون كييف
في المقابل، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن بلاده لن تقبل بأي تسوية تُبرم دون موافقتها، مؤكداً أن أوكرانيا ترغب في تنسيق استراتيجيتها مع واشنطن وأوروبا قبل الدخول في أي محادثات مباشرة مع موسكو. كما تواصلت المفاوضات حول صفقة المعادن النادرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، حيث أبدت كييف تحفظات على الشروط الأمنية الواردة في المسودة الأميركية.
اجتماعات أوروبية وتخوف من نهج ترامب
على صعيد آخر، تستعد باريس وميونخ لاستضافة اجتماعات دبلوماسية لمناقشة التداعيات المحتملة للمفاوضات الأميركية الروسية. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا قادة أوروبيين لاجتماع غير رسمي، وسط قلق أوروبي متزايد من أن إدارة ترامب قد تسعى إلى اتفاق يهمّش دور أوروبا.
رؤية أميركية للمفاوضات: تنازلات وعقوبات مشددة
من جانبه، صرح المبعوث الأميركي كيث كيلوغ بأن التوصل إلى اتفاق يتطلب إشراك بوتين، مشيراً إلى أن واشنطن تدرس فرض المزيد من العقوبات على روسيا، إضافة إلى سعيها لعزل موسكو عن حلفائها في الصين وكوريا الشمالية وإيران.
في ظل هذه التطورات، تبدو الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل الصراع الأوكراني، فهل ستتمكن الدبلوماسية من إنهاء الحرب، أم أن الخلافات العميقة ستظل حجر عثرة أمام أي اتفاق سلام؟
المصدر: وكالات