بعد 34 عامًا من الأسر، خرج عبد الناصر عيسى، أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية، ليؤكد أن المعركة لم تنتهِ بعد، متوعدًا الوزراء الإسرائيليين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ومشددًا على أن القمع الإسرائيلي لن يوقف مسيرة المقاومة.
في حديثه لقناة الجزيرة، عبّر عيسى عن سعادته الكبيرة بالحرية، منسوبًا الفضل بعد الله إلى المقاومة الباسلة في غزة، التي استطاعت تحريره من الجحيم الذي يعيشه الأسرى داخل السجون الإسرائيلية. وأشاد بتضحيات الشعب الفلسطيني من أجل الأقصى والأسرى والقضية الوطنية، مؤكدًا أن الاحتلال لن يستطيع كسر إرادة الفلسطينيين مهما بلغت وحشيته.
عيسى، الذي قضى 30 عامًا متواصلة في الأسر، شدد على أن الاحتلال يمارس الإرهاب والتعذيب والتنكيل يوميًا بالأسرى، لكنه فشل في إخماد جذوة المقاومة، مضيفًا أن الظلم لن يدوم، وسيتحرر الأسرى والشعب الفلسطيني كما تحرر هو اليوم.
يُعرف عبد الناصر عيسى بلقب “عميد أسرى نابلس”، وقد كان المطلوب الثاني بعد المهندس يحيى عياش، بسبب دوره الكبير في إعادة تفعيل خلايا القسام في الضفة الغربية، وتدريبه لمجموعة من المجاهدين الذين نفذوا عمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة.
ورغم السجن، لم يتوقف دوره القيادي، إذ كان من المؤسسين لأول هيئة قيادية عليا لحماس داخل السجون، وانتُخب لرئاستها عدة مرات إلى جانب شخصيات بارزة مثل يحيى السنوار، وروحي مشتهى، وصالح العاروري.
أُفرج عن عيسى ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل، التي جرت في 27 فبراير 2025، لكنه أُبعد إلى مصر كشرط للإفراج عنه، بعدما كان قد استُثني من صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011.
اليوم، ورغم سنوات الأسر والنفي، يظل عبد الناصر عيسى رمزًا للمقاومة، ويؤكد أن الاحتلال، مهما مارس من قمع، لن يكسر إرادة الفلسطينيين، ولن يمنعهم من استعادة حقوقهم المسلوبة.
المصدر: وكالات