في تصعيد جديد لسياساته التجارية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الرسوم الجمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس/آذار، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي لوقف تدفق المخدرات، خاصة الفنتانيل القاتل، إلى الولايات المتحدة. ولم تتوقف قرارات ترامب عند ذلك، إذ أعلن عن رسوم إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وهي زيادة جديدة بعد أن فرض سابقًا نسبة مماثلة في فبراير/شباط.
ارتباك في الأسواق وتحذيرات من أزمة اقتصادية
أثار إعلان ترامب حالة من الارتباك، خصوصًا بعد تصريحاته السابقة التي أوحت بتأجيل تطبيق الرسوم حتى أبريل/نيسان. ورغم وقف الرسوم على كندا والمكسيك في وقت سابق بعد التزام البلدين بتعزيز الأمن الحدودي، يبدو أن الإدارة الأميركية قررت التصعيد مجددًا، ما ينذر بتوترات تجارية واسعة النطاق.
وحذّر اقتصاديون، وفقًا لوكالة بلومبيرغ، من أن سياسة ترامب التجارية قد تدفع أميركا الشمالية إلى شفا حرب اقتصادية، مما يؤثر سلبًا على النمو الأميركي ويزيد من التضخم، مع احتمالات حدوث ركود اقتصادي في كندا والمكسيك. وتشير البيانات إلى أن حجم التجارة بين الولايات المتحدة وكندا بلغ 920 مليار دولار في 2023، بينما وصلت التبادلات مع المكسيك إلى 900 مليار دولار، ما يعني أن أي اضطراب قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ داخل الولايات المتحدة.
الصين في مرمى النيران
ورغم حديث ترامب عن رغبته في إعادة التفاوض مع بكين، فإن تصعيده الأخير يهدد بمفاقمة العلاقات بين البلدين، خصوصًا في ظل الجهود الأميركية المستمرة لتشديد القيود الاستثمارية على القطاعات الحيوية مثل أشباه الموصلات. ومع استمرار التصعيد، يبقى السؤال الأهم: هل تتحول الحرب التجارية إلى أزمة اقتصادية عالمية؟
المصدر: وكالات