تواصل أسعار النفط انخفاضها لليوم الثالث على التوالي، متأثرة بقرار أوبك بلس رفع الإنتاج، إضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بعد فرض واشنطن رسومًا جمركية جديدة على الواردات من الصين وكندا والمكسيك. هذه التطورات زادت من المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ما أثر سلبًا على الطلب على النفط.
ضغوط مستمرة على الأسعار
بحلول منتصف اليوم، هبطت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.44% لتصل إلى 70.02 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 66.93 دولارًا بانخفاض 1.95%. وجاء هذا التراجع بعد تسجيل أدنى المستويات منذ أشهر، وسط مخاوف من تراجع الطلب على الطاقة نتيجة السياسات التجارية المتشددة للولايات المتحدة، والردود الانتقامية من الدول المتضررة.
قرار أوبك بلس يضغط على السوق
أعلنت أوبك بلس، التي تضم أوبك وروسيا وحلفاءها، عن أول زيادة في الإنتاج منذ عام 2022، حيث تقرر رفع الإنتاج بمقدار 138 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أبريل، ضمن خطة تدريجية لتخفيف التخفيضات السابقة البالغة 6 ملايين برميل يوميًا.
وأثار هذا القرار مخاوف من أن يكون بداية لسلسلة من الزيادات الشهرية، مما قد يؤدي إلى تخمة المعروض. غير أن المجموعة أكدت أن أي زيادة جديدة ستعتمد على قدرة السوق على استيعاب الإمدادات الإضافية.
الرسوم الجمركية الأميركية تزيد الأزمة تعقيدًا
بدأت الولايات المتحدة بتنفيذ رسوم جمركية مشددة، حيث فرضت:
• %25 على الواردات من المكسيك
• %10 على واردات الطاقة من كندا
• %20 على السلع الصينية
• %25 على جميع المنتجات الكندية الأخرى
ورداً على ذلك، أعلنت الصين وكندا إجراءات انتقامية، فيما تدرس المكسيك اتخاذ خطوات مماثلة. هذه السياسات قد تؤدي إلى إضعاف التجارة الدولية، مما يضر بالنمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي يؤثر على الطلب على النفط.
تخوفات من فائض المعروض
في الشرق الأوسط، تراجعت أسعار النفط الإقليمية تأثرًا بزيادة الإنتاج، حيث انخفض خام عُمان إلى ما دون سعر خام برنت لأول مرة منذ عام 2024. كما زادت المخاوف من أن رفع الإنتاج قد يؤدي إلى إضافة أكثر من 2 مليون برميل يوميًا على المدى الطويل، مما يعمّق أزمة تخمة المعروض.
إمدادات النفط الأميركية مهددة
إلى جانب هذه العوامل، أعلنت إدارة ترامب إلغاء ترخيص شيفرون للعمل في فنزويلا، مما يهدد بإيقاف تدفق 200 ألف برميل يوميًا من الخام الفنزويلي إلى السوق العالمية.
توقعات السوق: مزيد من الضغوط على الأسعار
مع تصاعد التوترات التجارية، وزيادة إنتاج أوبك بلس، وضعف التوقعات بشأن الطلب، يبدو أن سوق النفط مقبل على مرحلة من الضغوط المستمرة. ويرى المحللون أن الارتفاع الذي شهدته الأسعار بعد العقوبات على روسيا وإيران قد يكون قصير الأمد، في ظل العوامل الحالية التي تدفع الأسعار نحو المزيد من التراجع.
المصدر: وكالات