في خطوة مثيرة للجدل، قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، بهدف تعزيز الصناعة المحلية تحت شعار “أميركا أولاً”. إلا أن تقريرًا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي في ألمانيا يكشف أن هذه الرسوم قد تضر الاقتصاد الأمريكي أكثر من نظيره الأوروبي، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذا القرار.
تأثير محدود على أوروبا.. وأضرار أكبر لأمريكا
وفقًا للمعهد، فإن هذه الرسوم ستؤدي إلى انخفاض طفيف في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للاتحاد الأوروبي بنسبة 0.02% فقط، وذلك لأن صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية إلى الولايات المتحدة لا تشكل سوى 5% من إجمالي الصادرات، مما يقلل من التأثير السلبي المتوقع.
أما في الولايات المتحدة، فالوضع يبدو أكثر تعقيدًا. فمن المتوقع أن تؤدي الرسوم إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 0.41%، مما يساهم في زيادة معدل التضخم. كما سيتراجع حجم الصادرات الأمريكية بنسبة 1.37% نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما سيؤثر سلبًا على تنافسية الشركات الأمريكية في الأسواق الخارجية.
تداعيات اقتصادية واسعة
يرى خبراء الاقتصاد أن ارتفاع تكاليف استيراد الصلب والألمنيوم سيؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج للعديد من الشركات الصناعية الأمريكية، ما سيجبرها على رفع أسعار منتجاتها، الأمر الذي قد يقلل من قدرتها التنافسية عالميًا. ويؤكد يوليان هينتس، مدير الأبحاث في سياسات التجارة بالمعهد، أن هذه السياسة قد تكون “إجراءً حمائيًا رمزيًا”، لكنها في الواقع تضر بالمصالح الاقتصادية الأمريكية.
تصعيد محتمل في المواجهة التجارية
على الرغم من أن التأثيرات المباشرة لهذه الرسوم قد لا تكون كارثية على الاتحاد الأوروبي، إلا أن التقرير يحذر من احتمال تصعيد الموقف، مما قد يؤدي إلى ردود فعل أوروبية وإجراءات مضادة تزيد من التوتر التجاري العالمي.
مع دخول هذه الرسوم حيز التنفيذ، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تحقق سياسة “أميركا أولاً” أهدافها، أم أنها ستعود بنتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكي؟
المصدر: وكالات