في ظل التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، تم تعليق صفقة حاسمة تخص تطبيق تيك توك، أحد أشهر منصات الفيديو القصير في العالم. الصفقة التي كانت تهدف إلى نقل أصول تيك توك في الولايات المتحدة إلى شركة جديدة مملوكة للمستثمرين الأمريكيين تواجه عقبات كبيرة بعد رفض الصين للموافقة عليها، خاصة في ظل الإعلان الأخير عن فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على السلع الصينية.
هذا التوقف المفاجئ يثير تساؤلات حول مستقبل التطبيق في الولايات المتحدة، ويضع كل الأطراف المعنية في موقف معقد يتطلب التوصل إلى حلول وسط لتجاوز هذه الأزمة. في هذا المقال، نتناول تفاصيل الصفقة، خلفيات الخلافات الحالية، والتحديات التي تواجهها في ضوء التصعيدات التجارية بين البلدين.
تأجيل الصفقة بسبب التوترات التجارية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمديد الموعد النهائي لشركة بايت دانس، المالكة لتطبيق تيك توك، لمدة 75 يومًا. كان من المفترض أن يتم بيع أصول تيك توك الأمريكية إلى مشترٍ غير صيني بحلول يناير وفقًا للقانون الأمريكي لعام 2024، ولكن القرار تأجل بسبب عدم التوصل إلى اتفاق.
في البداية، كانت الصفقة تتضمن تحويل عمليات تيك توك في الولايات المتحدة إلى شركة جديدة، تكون مملوكة بشكل رئيسي للمستثمرين الأمريكيين. في هذه الخطة، كانت بايت دانس ستحتفظ بحصة أقل من 20% من الشركة الجديدة.
الصين ترفض الموافقة على الصفقة
على الرغم من الاتفاقات التي تم التوصل إليها من قبل المستثمرين والحكومة الأمريكية، أعلنت شركة بايت دانس أن هناك اختلافات كبيرة لا تزال قائمة بين الأطراف المعنية. وقالت الشركة في بيان رسمي عبر منصة وي شات الصينية أن المفاوضات مع الحكومة الأمريكية ما زالت مستمرة، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.
من جهتها، أكدت السفارة الصينية في واشنطن أن الصين قد أعلنت موقفها بوضوح عدة مرات، مشيرة إلى أنها دائمًا ما تحترم وتحمي حقوق الشركات القانونية، وأنها تعارض أي ممارسات تتعارض مع المبادئ الأساسية للاقتصاد السوقي.
تأثير الرسوم الجمركية على الصفقة
تأتي هذه التعقيدات في ظل إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الصينية، مما أدى إلى رد فعل من الصين على هذا القرار. الآن، تواجه الصين رسومًا جمركية مرتفعة تبلغ 54% على السلع الأمريكية. هذا التوتر التجاري بين البلدين قد يعقد من إمكانية التوصل إلى اتفاق حول صفقة تيك توك.
محاولات للوصول إلى تسوية
على الرغم من التوترات التجارية، أشار ترامب إلى استعداده لمواصلة المفاوضات مع الصين للوصول إلى اتفاق بشأن تيك توك. وأوضح في تصريحاته أنه لا يريد لتطبيق تيك توك أن يتوقف عن العمل في الولايات المتحدة، حيث يستخدمه نحو 170 مليون شخص.
يبدو أن المحادثات الجارية تركز على خطة لزيادة حصص المستثمرين الأمريكيين في شركة بايت دانس، بحيث يتم تقليص الحصة الصينية إلى أقل من 20%، وهو ما يتماشى مع متطلبات القوانين الأمريكية لتجنب حظر التطبيق، وفقًا لتقرير تم نشره على موقع رويترز.
موقف الكونغرس الأمريكي من الصفقة
كان الكونغرس قد أقر القانون الذي يفرض ضرورة بيع أصول تيك توك الأمريكية في وقت سابق، بناءً على مخاوف من استخدام الحكومة الصينية للتطبيق للتجسس على المواطنين الأمريكيين أو تنفيذ عمليات تأثير خفية. وقد شهد هذا القانون دعمًا واسعًا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتم توقيعه من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن.
التحديات التي تواجه الصفقة
ما زالت الصفقة قيد التفاوض، ويترقب الجميع ما ستؤول إليه هذه القضية التي قد يكون لها تأثير كبير على مستقبل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة. ومع استمرار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يبقى التساؤل الأبرز هو ما إذا كانت الصين ستوافق على الصفقة في النهاية، أو إذا ستظل المعوقات التجارية مستمرة.
