اشتعلت ساحة المعركة في السودان مجددًا، حيث لقي عدد من القتلى والجرحى حتفهم فجر الأحد في مدينة “الدبة” شمالي البلاد، إثر هجوم شنته طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت مقر اللواء 73 التابع للجيش السوداني. تأتي هذه الضربة بعد أيام قليلة من هزيمة تكبدتها قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، ما يشير إلى تصاعد وتيرة الصراع وانتقاله إلى مناطق جديدة.
وتقع مدينة الدبة في الولاية الشمالية بين الخرطوم ودنقلا، وتُعد ذات أهمية استراتيجية، خاصة بعد أن استهدفت قوات الدعم السريع في اليوم السابق سد مروي الحيوي، ما تسبب في أضرار بمحولات الكهرباء وانقطاع التيار عن عدة ولايات سودانية.
الهجمات لم تقتصر على الشمال، فقد أكدت مصادر من الجيش السوداني إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة التي أُطلقت باتجاه مروي وسد مروي، كما توسعت الضربات إلى مناطق بعيدة عن الجبهات التقليدية، منها القضارف وسنار.
في موازاة المعارك الجوية، تستمر الاشتباكات الميدانية العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لاسيما في جنوب وغرب أم درمان، وجبل أولياء. ووفقًا لمصادر حكومية، فقد أُجلي نحو 5 آلاف مدني من منطقة الجموعية بعد هجمات عنيفة، وسط اتهامات مقلقة بقتل عشرات المدنيين هناك.
وفي تطور مأساوي آخر، كشف مصدر بوزارة الصحة عن انتشال أكثر من 320 جثة في الخرطوم خلال الأيام الماضية، بعضها لمدنيين دُفنوا بطرق غير لائقة أو أُلقي بهم في آبار، وسط توقعات بارتفاع الأعداد مع اتساع نطاق البحث.
أما في الفاشر، فقد كثف الجيش غاراته الجوية وتمشيط الأحياء لمنع تسلل قوات الدعم السريع، التي تواصل استهداف المدينة بمسيّرات قتالية. ومع فشل محاولاتها المتكررة لاقتحام الفاشر، يظل السودان غارقًا في دوامة العنف، وسط أزمة إنسانية خانقة ونزوح أكثر من 15 مليون شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
المصدر: وكالات




