في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، أكدت إيران مجددًا تمسكها بالدبلوماسية، لكنها رفضت فكرة المفاوضات المباشرة مع من يلوّح باستخدام القوة. جاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي شدد على أن طهران لن تخضع للتهديدات، مؤكدًا أن “لا معنى للحوار مع طرف يهدد بالقصف أو العقوبات”.
وأوضح عراقجي أن إيران لا تمانع المفاوضات حول برنامجها النووي، ولكن “بشروط قائمة على بناء الثقة ورفع العقوبات”، لافتًا إلى أن البرنامج النووي الإيراني لطالما كان سلميًا، وقد التزمت بلاده بعدة خطوات طوعية ضمن الاتفاق النووي السابق لإثبات ذلك. وأضاف: “نحن جادون في التفاوض، لكننا حازمون في الدفاع عن سيادتنا ومصالحنا”.
وفي سياق متصل، ندد المسؤول الإيراني بالهجمات الأميركية على مناطق يمنية خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، معتبرًا إياها “انتهاكًا للقانون الدولي”، كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء معاناة الفلسطينيين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا.
هذه التصريحات تأتي في وقت كشفت فيه تقارير عن أن البيت الأبيض يدرس مقترحًا إيرانيًا لإجراء مفاوضات نووية غير مباشرة، بعد رسالة بعثها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، عرض فيها محادثات مباشرة. لكن الرد الإيراني كان حازمًا: لا حوار مباشر ما دام التهديد العسكري قائمًا.
يُذكر أن ترامب كان قد انسحب في 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي فرض قيودًا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات. ومنذ ذلك الحين، تشهد العلاقة بين واشنطن وطهران توترًا متصاعدًا، وسط اتهامات غربية لطهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران، مؤكدة أن أهدافها النووية “مدنية بحتة”.
في هذا المشهد المضطرب، يبدو أن إيران لن تخطو نحو المفاوضات إلا إذا ساد منطق الاحترام المتبادل، لا لغة القصف والإنذارات.
المصدر: وكالات




