وسط صمت رسمي وتواطؤ دولي، ارتفعت أصوات الشعوب من مختلف أنحاء العالم، تطلق صرخات مدوية عبر دعوات للعصيان المدني والنفير العام تضامنًا مع غزة الجريحة، تحت وسم تصدّر منصات التواصل الاجتماعي: #عصيان_مدني_حتى_تتوقف_الإبادة.
هذا الحراك الشعبي جاء كرد فعل على استمرار الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع، التي أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش الفلسطينيون في غزة تحت القصف والمجاعة، فيما يواصل الاحتلال فرض حصاره للعام الثامن عشر، متسببًا في تشريد نحو 1.5 مليون شخص من أصل 2.4 مليون هم سكان القطاع، بعد أن سُوِّيت منازلهم بالأرض.
النشطاء يرون في العصيان المدني وسيلة ضغط سلمية تُوجّه رسائل قوية إلى صناع القرار حول العالم، داعين إلى تعطيل الحياة اليومية، تنفيذ الإضرابات، وحصار السفارات الأميركية والإسرائيلية، كخطوات رمزية لتجسيد الغضب العالمي ورفض استمرار المجازر. وقد عبّر الناشط “خير الدين الجابري” في تغريدة مؤثرة قائلاً: “خلي الحياة تتوقف شوي وتنشل، طول ما نهر الدم مش راضي يوقف!”
https://x.com/Khair_Aljabri/status/1908079109445488892
وتسعى الحملة لتوسيع رقعتها لتشمل مختلف القطاعات والمجتمعات الدولية، في محاولة جادة لإحداث تأثير فعلي على مواقف الحكومات والمؤسسات الدولية، ودفعها نحو اتخاذ إجراءات لوقف الحرب وتقديم الدعم الإنساني العاجل.
تزامنت هذه الدعوات مع خرق الاحتلال في 18 مارس الجاري لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ما أسفر عن 1249 شهيدًا و3022 جريحًا في أقل من شهر، لترتفع الحصيلة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023 إلى 50,609 شهيدًا و115,063 إصابة، بحسب وزارة الصحة.
في وقت تبدو فيه الأروقة السياسية صمّاء، بات العصيان المدني صرخة الشعوب الأخيرة لإنقاذ غزة من موت معلن.
المصدر: وكالات




