في مشهد لافت يعكس تحوّلاً عميقاً في الوعي الشعبي البريطاني تجاه العدوان الإسرائيلي، انطلقت في أكثر من 30 مدينة بريطانية حملة واسعة تحت شعار “لا تشتروا من نظام الفصل العنصري”، مستهدفة مقاطعة المنتجات والشركات التي تُتَّهم بتقديم دعم مباشر أو غير مباشر للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
هذه الحملة، التي تنسق مع الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل BDS، اتخذت طابعاً ميدانياً نشطاً، حيث نظّم المشاركون وقفات احتجاجية أمام المتاجر الكبرى، داعين المواطنين إلى استخدام قوتهم الشرائية كأداة ضغط فعّالة ضد الشركات المتواطئة مع جرائم الإبادة الجماعية في غزة والاحتلال في الضفة الغربية.
من بين الشركات المستهدفة، برزت شركة كوكا كولا، التي وُجهت إليها اتهامات بامتلاك منشآت داخل المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضٍ فلسطينية محتلة، في مخالفة صريحة للقانون الدولي. وقال أحد المحتجين: “نريد أن ندفع الناس للتفكير في مصدر ما يشترونه، وأن يدركوا أن وراء كل منتج قصة ظلم قد لا تُروى في الإعلام”.
إحدى المشاركات في الحملة أكدت: “لقد جمعنا توقيعات من سكان لا يعلمون كيف يدعمون القضية الفلسطينية. ذهبنا بها إلى المتاجر وقلنا لهم: هؤلاء لن يشتروا منتجات الاحتلال، وعليكم أن تصغوا لصوت الناس”.
تأتي هذه الحملة بالتزامن مع مظاهرات حاشدة شهدتها لندن مؤخراً ضد حرب الإبادة في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 165 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح منذ 7 أكتوبر 2023، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط مجاعة خانقة تضرب القطاع.
وفي تحرك موازٍ، أطلق المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين مبادرة “غلوبال 195” لتشكيل تحالف قانوني دولي يسعى إلى محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام القضاء الدولي والمحلي، في خطوة تعزز زخم النضال الشعبي بالعمل القانوني.
المقاطعة لم تعد مجرد خيار أخلاقي، بل أصبحت سلاحاً فعّالاً بيد الشعوب.
المصدر: وكالات




