في تصعيد جديد لقضية تيك توك في الولايات المتحدة، أصدر الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنح تطبيق تيك توك (TikTok) مهلة إضافية قدرها 75 يومًا للبحث عن مشترٍ أمريكي، في خطوة تهدف إلى تجنب الحظر الكامل للتطبيق داخل الأراضي الأمريكية.
قرار رئاسي جديد يهدف لإنقاذ تيك توك
أعلن الرئيس ترامب عن القرار من خلال منشور على منصته الخاصة “تروث سوشيال”، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تعمل حاليًا على إتمام ما وصفه بـ”صفقة إنقاذ تيك توك“، مشيرًا إلى تحقيق تقدم كبير، لكنه شدد على الحاجة إلى مزيد من الوقت لإنهاء الموافقات اللازمة.
خلفية الأزمة: قانون بايدن وتمديدات متكررة
تعود جذور هذه الأزمة إلى قانون وقعه الرئيس السابق جو بايدن في أبريل 2024، يلزم شركة بايت دانس (ByteDance) المالكة لتطبيق تيك توك، ببيع التطبيق إلى جهة أمريكية أو مواجهة الحظر. ورغم موافقة المحكمة العليا على القانون، فقد تركت تنفيذه لإدارة ترامب الجديدة، التي سارعت إلى تأجيل التنفيذ عبر أمر تنفيذي سابق في يناير، منح التطبيق مهلة أولى استمرت 75 يومًا، والآن تم تمديدها من جديد.
اهتمام أمريكي واسع بشراء تيك توك
أفادت تقارير متعددة بأن عدة شركات أمريكية كبرى أبدت اهتمامها بالاستثمار في تيك توك أو الاستحواذ عليه، من بينها:
- شركة أوراكل (Oracle)
- شركة أمازون (Amazon)
- Perplexity
لكن حتى الآن، لم تصل المفاوضات إلى اتفاق نهائي يُرضي جميع الأطراف. من ناحية، ما تزال الشركة الصينية بايت دانس متمسكة بشروط معينة. من ناحية أخرى، تثير الحكومة الصينية مخاوف بشأن نقل التكنولوجيا والبيانات. في المقابل، تطالب الولايات المتحدة بضمانات واضحة لحماية أمنها القومي. ومع ذلك، تستمر النقاشات وسط ضغوط سياسية واقتصادية متزايدة. لذلك، لا تزال الصفقة معلقة، بانتظار توافق يرضي الطرفين ويفتح الباب أمام حل نهائي.
الرسوم الجمركية وسلاح الضغط السياسي
لمّح ترامب إلى أن الحزمة الأخيرة من الرسوم الجمركية على الصين قد تعزز فرص الوصول إلى صفقة نهائية، رغم أن التأثير المباشر لهذه الرسوم على موقف الصين أو بايت دانس لا يزال غير واضح.
مستقبل تيك توك لا يزال غامضًا
مع استمرار وزارة العدل الأمريكية في تأجيل تنفيذ قرار الحظر، يبقى مصير تيك توك في الولايات المتحدة معلقًا، وسط ترقّب لمصير المفاوضات وقرارات الإدارة الأمريكية القادمة.
ورغم التمديد الحالي، فإن التطبيق لا يزال يواجه تهديد الحظر النهائي، في حال فشل التوصل إلى اتفاق يضمن انتقال الملكية إلى جهة أمريكية تُرضي الأطراف كافة.
في ظل التوترات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، تبقى أزمة تيك توك واحدة من أبرز ملفات المواجهة التقنية بين القوتين. وبين أوامر تنفيذية وقرارات قضائية، لا يزال مستقبل التطبيق الشهير في مهب الريح، مع استمرار الجدل حول الخصوصية والأمن القومي، ومصير ملكيته في السوق الأمريكي.
ومع المهلة الجديدة التي منحها ترامب، تتجه الأنظار إلى الأسابيع القليلة القادمة. في هذا السياق، تزداد التوقعات حول مصير تيك توك. فقد نشهد قريبًا صفقة استحواذ تاريخية تنهي الجدل. أو، على العكس، قد يتجه التطبيق نحو خروج نهائي من السوق الأمريكي. من جهة أخرى، تسابق الإدارة الزمن لحسم الملف.
سنواصل تغطية آخر المستجدات لحظة بلحظة، فابقوا على اطلاع دائم عبر موقعنا لمتابعة أحدث أخبار تيك توك في أمريكا.
