في أول اجتماع رسمي له مع الحكومة السورية الجديدة، حدّد الرئيس السوري أحمد الشرع ملامح المرحلة المقبلة، واضعًا أولويات واضحة تعكس رؤيته لإعادة بناء الدولة على أسس جديدة بعد سنوات من الصراع والدمار.
ركز الشرع على أهمية السلم الأهلي، معتبرًا إياه الركيزة الأساسية التي يجب أن تستند إليها كافة جهود الحكومة، مشددًا على ضرورة صياغة خطاب إعلامي وطني جامع، يتجاوز الانقسامات ويعزز اللحمة بين أبناء الوطن، في سبيل تأسيس بيئة سياسية ومجتمعية مستقرة.
كما ناقش الاجتماع القضايا الأمنية والعسكرية، حيث دعا الرئيس إلى إعادة بناء جيش وطني احترافي يكون أداة لحماية الدولة والمواطن، مؤكّدًا ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وحدها. وأشار إلى استمرار الجهود لإدماج “قوات سوريا الديمقراطية” ضمن مؤسسات الدولة، إلى جانب العمل على تسوية أوضاع الفصائل المسلحة في محافظة السويداء بما يضمن الاستقرار والانخراط الكامل في المشروع الوطني.
اقتصاديًا، شدد الشرع على أهمية إنعاش الاقتصاد السوري من خلال خطط إسعافية تستهدف تحسين الواقع المعيشي للمواطن، مشيرًا إلى حجم الدمار الذي خلفه النظام السابق في البنية التحتية والمؤسسات الاقتصادية والمالية، وضرورة الشروع في عملية إصلاح شامل.
كما حظي ملف إعادة الإعمار بأولوية بارزة، حيث أكد الرئيس على ضرورة وضع خطط إستراتيجية لتنظيم المدن والبلدات، انطلاقًا من الترابط بين النسيج الحضاري السوري والعمران الحديث.
ولم يغفل الشرع أهمية إعادة هيكلة الوزارات وتسريع التعيينات لضمان كفاءة الأداء الحكومي، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي والتخطيط المستقبلي سيكونان أدوات أساسية في تنفيذ رؤى الدولة الجديدة. وشدد في ختام الاجتماع على أن الخطط النظرية يجب أن تُترجم إلى خطوات عملية ملموسة في أقرب وقت ممكن، لتحقيق التغيير المنشود.
المصدر: وكالات




