في خطوة قد تُحدث تحوّلاً في الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس تدرس الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال شهر يونيو المقبل.
وخلال مقابلة على قناة “فرانس 5″، أكد ماكرون أن الاعتراف ليس مدفوعاً بالضغوط أو المجاملات السياسية، بل انطلاقاً من قناعة بأن “الوقت قد حان للتحرك”، مشيراً إلى أنه يطمح أن تكون هذه الخطوة جزءاً من جهود جماعية تفتح الباب أمام اعتراف فلسطيني مقابل بإسرائيل.
اللافت في توقيت ماكرون هو ربطه هذا الاعتراف المحتمل بمؤتمر دولي حول فلسطين يُعقد في نيويورك برعاية مشتركة بين فرنسا والسعودية، ما يشير إلى تنسيق أوسع بين باريس وبعض العواصم العربية لإعادة طرح القضية الفلسطينية على الطاولة الدولية بجدية غير مسبوقة.
وتأتي تصريحات ماكرون في وقت يتزايد فيه الضغط الشعبي والدولي لإنهاء المأساة في غزة ووقف الحرب، بينما تواصل القوى الغربية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، التردد في الاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم أن أكثر من 150 دولة حول العالم فعلت ذلك بالفعل.
ردّ الفعل الفلسطيني لم يتأخر، حيث رحّبت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية، فارسين أغابكيان شاهين، بتصريحات ماكرون، ووصفتها بأنها “خطوة في الاتجاه الصحيح نحو حماية حقوق الشعب الفلسطيني ودفع عجلة حل الدولتين”.
ورغم أن الاعتراف الفرنسي وحده قد لا يُغيّر واقع الاحتلال، إلا أنه يمثل ضربة رمزية ومعنوية لإسرائيل، ورسالة سياسية بأن الزمن لا يسير دائماً في صالحها.
فهل يلتقط العالم اللحظة التاريخية؟ وهل تصبح باريس منارة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في قلب أوروبا؟
الأسابيع القادمة قد تحمل إجابة حاسمة.
المصدر: وكالات