في تطور لافت يشير إلى تحولات دقيقة في توازنات المنطقة، كشفت مصادر تركية وإسرائيلية عن انطلاق محادثات فنية بين ضباط من البلدين، بهدف إنشاء آلية لتجنب الاشتباك العسكري على الأراضي السورية، وسط تصاعد التوترات وتعقّد المشهد الإقليمي.
البداية جاءت من موقع “أكسيوس” الأميركي، الذي نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجانبين تناقشا حول بناء آلية مشابهة لتلك التي كانت قائمة بين إسرائيل وروسيا في سوريا، بهدف تفادي الاصطدام غير المقصود خلال العمليات العسكرية المتشابكة هناك.
وأكدت القناة الإسرائيلية 12 هذه المعلومات، مشيرة إلى أن إسرائيل تصرّ على جعل الجنوب السوري منطقة خالية من أي تواجد عسكري تركي، في مسعى لضبط إيقاع التحركات العسكرية وضمان مصالحها الأمنية في تلك الجغرافيا المشتعلة.
من جانبه، أقرّ وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بوجود هذه الاتصالات، موضحاً أنها تندرج في الإطار الفني البحت، وأنها لا تمثل تغيراً في موقف أنقرة من تل أبيب، بل تسعى فقط لتفادي صدامات ميدانية. وأكد أن العلاقة مع إسرائيل لا تزال مجمدة بسبب عدوانها على غزة، مشدداً على ضرورة إنهاء احتلالها للأراضي السورية ووقف استهدافها للبنى التحتية.
وفي ضوء ذلك، دعا فيدان الولايات المتحدة إلى “إعادة ضبط” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن عدم الاستقرار في سوريا لا يمكن لتركيا أن تتجاهله، لأنه يهدد أمنها القومي بشكل مباشر.
كما عبّر فيدان عن استعداد أنقرة لدعم سوريا في حال التوصل إلى اتفاق عسكري مشترك، في رسالة تحمل أبعاداً استراتيجية ورسائل إقليمية، توحي بأن تركيا تتحرك بدقة بين ضرورات التنسيق الأمني ومواقفها السياسية الرافضة للاحتلال والتصعيد.
هذه الخطوة تعكس محاولة حذرة من أنقرة وتل أبيب لضبط إيقاع الصراع في سوريا، دون تجاوز الخطوط الحمراء التي تفصل بين الخصومة السياسية والتنسيق العسكري الميداني.
المصدر: وكالات




