في قرار مفاجئ، علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية الشاملة لمدة 90 يومًا، بعد ساعات فقط من دخولها حيّز التنفيذ. هذه الخطوة أحدثت هزة قوية في الأسواق المالية، حيث تباينت آثارها بين رابحين كبار وخاسرين بارزين.
البورصات الأميركية التقطت أنفاسها سريعًا وقفزت بشكل دراماتيكي، حيث حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أعلى مكاسبه اليومية منذ 2008 بنسبة 9%، بينما قفز مؤشر داو جونز بثلاثة آلاف نقطة، وارتفع ناسداك بنسبة مذهلة بلغت 12%.
شركات السفر والتكنولوجيا.. على رأس الرابحين
القرار كان بمثابة طوق نجاة لشركات السفر التي عانت سابقاً من ارتفاع التكاليف بسبب الرسوم الجمركية. شركات الطيران مثل “يونايتد إيرلاينز” و”دلتا” ارتفعت أسهمها بأكثر من 20%، في حين شهدت شركات الرحلات البحرية والفنادق انتعاشًا كبيرًا.
أما قطاع التكنولوجيا، فكان من أبرز المستفيدين. أسهم شركتي “إنتل” و”إنفيديا” قفزت بنسبة 18%، ما يعكس ارتياح السوق لاحتمال انخفاض تكاليف الإنتاج المرتبطة بمكونات أشباه الموصلات. تسلا أيضًا كانت من الرابحين الكبار، إذ ارتفع سهمها 22%، مما عزز ثروة إيلون ماسك إلى 326 مليار دولار.
الصين وأمازون لم تنجُ من الخسائر
في المقابل، بقيت الصين خارج إطار التعليق، بل وواجهت زيادة جديدة في الرسوم لتصل إلى 125%، مما زاد الضغط على شركات تعتمد على الواردات الصينية مثل “أمازون”، التي قد تواجه صعوبات في تأمين منتجاتها مستقبلاً.
وبينما أشار محللون إلى أن الأسواق ارتاحت مؤقتًا، إلا أن حالة عدم اليقين ما زالت قائمة. فتعليق الرسوم مؤقت، والخطر الأكبر يكمن في ما إذا كانت ستُعاد أو تفرض بشكل انتقائي مجددًا.
وبين صعود الأسهم والقلق من المستقبل، يظل السؤال مفتوحًا: هل كان قرار ترامب لحظة انتعاش عابرة أم بداية لانفراج اقتصادي حقيقي؟
المصدر: وكالات