في حادثة تفتح باب التساؤلات حول التصعيد الإقليمي، أعلن الجيش الأردني عن سقوط طائرة مسيّرة مجهولة المصدر في منطقة ماعين جنوب العاصمة عمّان، ما أدى إلى نشوب حريق في منطقة حرجية دون وقوع إصابات بشرية. وأكد البيان الرسمي أن شظايا المسيّرة هي التي تسببت بالحريق، فيما دعا الجيش المواطنين إلى الابتعاد عن الموقع والإبلاغ عن أي جسم مشبوه.
اللافت أن هذا التطور تزامن مع إعلان مماثل للجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه اعترض طائرة مسيرة كانت تتجه من جهة الشرق نحو الأراضي المحتلة، دون تفعيل صفارات الإنذار، حسب سياسته المعتمدة. ورغم عدم تحديد مصدر المسيّرة بشكل رسمي، أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الطائرة أُطلقت من اليمن، واعترضت فوق البحر الميت قبل اختراق الحدود.
وفي السياق ذاته، أعلن الحوثيون في اليمن عن تنفيذهم هجومًا بطائرتين مسيّرتين من نوع “يافا”، استهدفا مواقع عسكرية إسرائيلية في منطقة يافا المحتلة. وإن صحّت الرواية، فإنها تشير إلى تطور لافت في قدرات الحوثيين اللوجستية ومدى انخراطهم في التصعيد الإقليمي دعماً للفصائل الفلسطينية.
هذه الحادثة، رغم محدودية أضرارها، تضع الأردن في قلب معادلة أمنية دقيقة، وتثير القلق من احتمالية أن يصبح المجال الجوي الأردني ممرًا أو ساحةً محتملة للصراع المتصاعد في المنطقة. فبينما يحاول الأردن الحفاظ على استقراره وحياده، يجد نفسه اليوم يتعامل مع واقع أمني جديد قد يُلزمه بإعادة تقييم إجراءات الرصد والحماية الجوية.
فهل كانت هذه الطائرة مجرد حادث عابر، أم أنها إنذار مبكر بانفجار إقليمي بات على الأبواب؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عمق ما يجري في سماء الشرق الأوسط.
المصدر: وكالات




