في مشهدٍ جديد يعكس وحشية الحرب الإسرائيلية على غزة، استهدفت طائرات الاحتلال فجر الأحد مبنى مستشفى “المعمداني” في مدينة غزة، مدمّرة قسم الاستقبال والطوارئ بالكامل، ومشعلة النيران في المختبر والصيدلية، لتُخرج بذلك أحد أبرز المرافق الصحية عن الخدمة، في وقت يئن فيه القطاع تحت وطأة القصف اليومي وانهيار المنظومة الطبية.
شهود عيان أفادوا أن قوات الاحتلال سبقت القصف بإنذارٍ “شكلي”، منحت خلاله المرضى والطاقم الطبي 18 دقيقة فقط لإخلاء المستشفى، ما أجبر الجرحى على مغادرته تحت وقع الألم والبرد، وافترشوا الأرصفة المحيطة به دون أي رعاية تُذكر. هذا القصف الوحشي حرم أكثر من مليون مواطن في محافظتي غزة والشمال من خدمات المستشفى، الذي تحوّل خلال الشهور الماضية إلى شريان حياة بعد تدمير مستشفيات كبرى كمجمع الشفاء، وكمال عدوان، والمستشفى الإندونيسي.
الهجوم على المعمداني ليس الأول من نوعه؛ فقد شهد المستشفى واحدة من أبشع المجازر في 17 أكتوبر 2023 حين استُهدف بقصف دموي أسفر عن استشهاد 471 مدنيًا، معظمهم من النازحين.
واليوم، يُستكمل مشهد التصفية بحق ما تبقى من القطاع الصحي، إذ دمر الاحتلال 34 مستشفى حتى الآن، ضمن خطة ممنهجة تستهدف كل ما هو إنساني، ضاربًا بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف.
يقع المستشفى على أطراف حي الزيتون، ويُدار من قبل الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، ويُعد من أقدم مستشفيات غزة منذ تأسيسه عام 1882، لكن تاريخه العريق لم يشفع له أمام آلة الدمار.
ومع استمرار العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شهيد، تواصل إسرائيل حربها على البشر والحجر، في واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخ فلسطين.
المصدر: وكالات