انتهت الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة العمانية مسقط، وسط أجواء بدت هادئة وواعدة رغم تعقيدات الملف. وعلى الرغم من أنها لم تُفضِ إلى اتفاق بعد، فإنها وضعت أساسًا لمواصلة الحوار، مع إعلان الطرفين عن جولة جديدة السبت المقبل، واستمرار الوساطة العمانية الفاعلة.
وزير الخارجية الإيراني أكد أن المحادثات امتدت لساعتين ونصف عبر قنوات غير مباشرة، تولّى خلالها وزير خارجية عمان نقل الرسائل بين الوفدين أربع مرات. وبحسب المسؤول الإيراني، فإن الجانبين أظهرا رغبة واضحة في التوصل إلى اتفاق “قصير الأمد لكنه فعّال”، بعيدًا عن المفاوضات الشكلية أو الاستنزافية.
تصريحات عراقجي عكست أجواءً إيجابية، إذ وصف الاجتماع بأنه “بناء وهادئ ومحترم للغاية”، مع التزام الطرفين بالسعي نحو تسوية عادلة، مشيرًا إلى أن المحادثات لم تكن مجرد تكرار للخطابات الدبلوماسية، بل بداية فعلية لحوار قد يُفضي إلى توافق ملموس.
من جانب واشنطن، أفاد البيت الأبيض أن المبعوث الخاص ستيفن ويتكوف حضر اللقاء بتكليف مباشر من الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، ما يُبرز جدية الجانب الأميركي في محاولة تخفيف حدة التوتر وإيجاد حلول للخلافات العالقة.
الجولة الثانية المقررة السبت المقبل ستكون حاسمة، إذ من المنتظر أن تتناول الإطار العام للاتفاق المحتمل، وربما تحديد جدول زمني واضح للمفاوضات، وهو ما اعتبره عراقجي خطوة جوهرية نحو إطلاق “محادثات حقيقية”.
وبين الترقب والحذر، يظل مستقبل هذه المحادثات رهين الإرادة السياسية للطرفين، ومدى استعداد كل منهما لتقديم تنازلات حقيقية تُخرج العلاقة من نفق التصعيد المستمر، إلى مسار تفاهم قد يعيد شيئًا من الاستقرار إلى المنطقة.
المصدر: وكالات