في ظل التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت الجمارك الأمريكية عن إعفاء مؤقت لبعض المنتجات التقنية المستوردة، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، من الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر. هذا الإعفاء أنقذ المستهلكين في الولايات المتحدة من احتمال ارتفاع أسعار هواتف مثل آيفون إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف السعر المعتاد.
تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على الإلكترونيات
في 9 أبريل، قرر ترامب تعليق فرض رسوم جمركية جديدة لمدة 90 يومًا على بعض المنتجات. ومع ذلك، استمرت ضريبة استيراد بنسبة 125% على البضائع القادمة من الصين، بالإضافة إلى الرسوم الأساسية التي تبلغ 10% على بعض الشركاء التجاريين الآخرين. هذه الخطوة المؤقتة سمحت لشركات مثل Apple بالتنفس قليلًا، بعد أن تم استثناء بعض الإلكترونيات من التعريفات المفروضة.
تحذير من أن الإعفاء مؤقت فقط
رغم أن قرار الإعفاء سمح بتهدئة مؤقتة في السوق، إلا أن وزارة التجارة الأمريكية حذرت من أن هذا الإعفاء لن يدوم طويلًا. وصرح وزير التجارة هوارد لوتنيك خلال مقابلة مع قناة ABC بأن هناك تعريفات جديدة تُعرف باسم “رسوم أشباه الموصلات” ستدخل حيز التنفيذ في غضون شهر أو شهرين.
ترامب: الإعلان عن رسوم الرقائق خلال أسبوع
في 13 أبريل، صرّح ترامب أنه سيعلن عن نسبة الرسوم الجمركية على الرقائق الإلكترونية خلال أسبوع، مما يشير إلى اقتراب تنفيذ استراتيجية جمركية جديدة تستهدف سلسلة التوريد التقنية. وأوضح من على متن طائرة الرئاسة أنه يسعى إلى “تصنيع الرقائق والإلكترونيات داخل الولايات المتحدة بدلاً من الاعتماد على آسيا”.
ورغم أن بعض الشركات قد تحظى باستثناءات مرنة، إلا أن ترامب شدد على أن “المرونة ضرورية، لكن لا أحد يجب أن يكون جامدًا جدًا”.
تحقيق وطني في الأمن القومي يطال سلسلة الإمداد التقنية
الرئيس الأمريكي أعلن عن تحقيق تجاري وطني في الأمن القومي يشمل قطاع أشباه الموصلات وسلسلة الإمداد الإلكترونية بالكامل. الخطوة تهدف إلى إعادة بناء هذه الصناعات داخل أمريكا وتقليل الاعتماد على الصين وجنوب شرق آسيا.
رسوم جديدة تشمل الهواتف واللابتوبات والأدوية
أكد وزير التجارة أن المنتجات التقنية مثل الهواتف، الحواسيب، الرقائق، وحتى الأدوية، ستفرض عليها رسوم جمركية جديدة “منفصلة” عن الرسوم الانتقامية الحالية. هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة تعرف باسم “الرسوم المركزة الخاصة”، وهي مصممة لدفع الشركات نحو الإنتاج المحلي.
استجابة الصين ورد فعل الأسواق
ردًا على التصعيد، رفعت الصين الرسوم على الواردات الأمريكية إلى 125%، وأعلنت أنها بصدد تقييم تأثير الإعفاءات الأخيرة على المنتجات التقنية. أما في الولايات المتحدة، فقد تسببت هذه التحولات الجمركية في أكبر تذبذب بسوق الأسهم منذ جائحة 2020، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بأكثر من 10% منذ تولي ترامب منصبه.
انتقادات حادة وقلق من الركود
وفقاً لتقرير من وكالة رويترز، أن عدد من المستثمرين والخبراء الاقتصاديين، مثل راي داليو وبيل أكمان، حذروا من أن الرسوم الحالية قد تُدخل الاقتصاد الأمريكي في ركود حاد أو أسوأ. كما انتقدت شخصيات سياسية مثل إليزابيث وارن ما وصفته بـ”فوضى الرسوم” وغياب خطة اقتصادية واضحة.
استثناءات مؤقتة تشمل 20 فئة
في خطوة لطمأنة السوق، نشرت إدارة الجمارك الأمريكية قائمة بـ 20 منتجًا مستثنى من الرسوم مؤقتًا، منها:
- الحواسيب المحمولة
- الأقراص الصلبة
- شرائح الذاكرة
- الشاشات المسطحة
- بعض مكونات أجهزة الاتصالات
إعادة توطين الصناعات الإلكترونية هدف المرحلة المقبلة
هذا التوجه يعد جزءًا من سياسة ترامب لإعادة توطين الصناعات الحيوية في الداخل الأمريكي، خاصة تلك المتعلقة بأشباه الموصلات. ومع أن المستهلكين استفادوا حاليًا من الإعفاء، إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه الراحة مؤقتة، وقد تتبعها زيادات مستقبلية في الأسعار بسبب الرسوم الجديدة المحتملة.
بينما يستمتع السوق الأمريكي الآن بإعفاء مؤقت من الرسوم الجمركية على الإلكترونيات، فإن المستقبل يحمل توجهات جديدة نحو فرض تعريفات استراتيجية تستهدف مكونات رئيسية في الصناعة التقنية. من الواضح أن المرحلة القادمة ستركز على إعادة بناء سلاسل التوريد داخل الولايات المتحدة.